Category Archives: USA

Syrian opposition: What after dealing with Devil

لمعارضة السورية : ماذا بعد الاستعانة بالشيطان ؟

 
الخميس‏، 18‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام


لا شكّ أن أكثر القلقين الآن من حادثة بوسطن الإرهابية وتداعياتها ونتائجها، قد تكون المعارضة السورية، التي لم تستفق لغاية الآن من صدمة إعلان “جبهة النصرة” مبايعتها للظواهري، وأنها جزء من تنظيم “القاعدة” في بلاد الشام.

يدفع هؤلاء اليوم ثمناً سياسياً كبيراً نتيجة التسرع والتعمية التي مارسها “الائتلاف السوري” على ارتباطات “جبهة النصرة” بـ”القاعدة” في وقت سابق، حين قام معاذ الخطيب بانتقاد قرار واشنطن في كانون الأول الماضي إدراج “جبهة النصرة” على لائحة المنظمات الإرهابية، كما انتقد نائبه جورج صبرا القرار، مشدداً على أن الشعب السوري يعتبر “جبهة النصرة” جزءاً من الثورة، لذا قد لا تنفعهم اليوم كل الدعوات التي يدعوها الخطيب وهيتو لـ”جبهة النصرة” لفك ارتباطها بـ”القاعدة” وتغيير اسمها، باعتبار أن فكر “القاعدة” لا يناسب الشعب السوري.

في الواقع، جميع اللاعبين على الساحة السورية متهَمون بشكل أو بآخر بأنهم سهّلوا أو تغاضوا عن تغلغل “القاعدة” في المنطقة، ويمكن أن نذكر منهم ما يلي:

1- النظام السوري: لطالما اتهمت الولايات الأميركية النظام السوري بالسماح بمرور الإرهابيين من “القاعدة” إلى العراق وتقويض قدرة الأميركيين من السيطرة على العراق، وقد عجز الأميركيون في وقت سابق في العراق عن اجتثاث “القاعدة” من العراق، فاستعملوا لهذه الغاية “الصحوات”، والتي تتكون من العشائر السُّنية التي تعشّشت “القاعدة” في مناطقها، فكانت الأقدر على قتال “القاعدة” من سواها، سواء من الجيش العراقي أو الجيش الأميركي.

وقد يكون الحل الأميركي المختبر سابقاً في العراق هو المثال الذي يمكن أن يُحتذى في سورية، حيث إن العشائر السورية المتضررة من “جبهة النصرة” ووجودها في مناطقها، ومن استباحتها للمخزون الزراعي والنفط وبيعه للحصول على المال، قد تقوم بتنظيم نفسها وامتشاق السلاح لمحاربة “القاعدة” وأخواتها، للحفاظ على حياتها وأرزاقها.

2- المعارضة السورية: التركيز على إسقاط نظام الأسد بأي ثمن كان دفع المعارضة السورية و”الجيش السوري الحر” إلى غضّ النظر عن تغلغل “القاعدة” في النسيج السوري، ولعل ما سمّاه وليد جنبلاط “التحالف مع الشيطان” لإسقاط الرئيس بشار الأسد، كان بالتحديد الذريعة التي استخدمها المعارضون السوريون للترحيب بانتشار “القاعدة” في سورية، فـ”جبهة النصرة” كانت الأكثر تنظيماً وتمويلاً، وكانت تحتوي على أشد المقاتلين بأساً، وهو ما دفع المعارضة السورية على تسخيف كل التحذيرات الغربية والمحلية من أن انتشار “القاعدة” في سورية قد يكون الأخطر على الثورة السورية، وعلى الشعب السوري بالتحديد.

3- الغرب وأميركا: على الرغم من كل التحذيرات التي أطلقها الأميركيون حول تغلغل “القاعدة” في المعارضة السورية، إلا أن الأمر لم يتعدَّ سوى إدراج الأميركيين لـ”جبهة النصرة” على لائحة المنظمات الإرهابية، مقابل استمرار تدفّق السلاح والمال، والمقاتلين الجهاديين من جميع أنحاء أوروبا إلى سورية للقتال ضد النظام السوري.

واقعياً وتاريخياً، وبحسب اعتراف هيلاري كلينتون العلني في جلسة استماع أمام الكونغرس الأميركي، كان الأميركيون قد أنشأوا “القاعدة” في أفغانستان لقتال السوفيات، وأعلنت كلينتون صراحة أن الرئيس ريغان والكونغرس وافقوا على فكرة إنشاء “القاعدة”، وأنهم اتفقوا مع باكستان والمخابرات الباكستانية لإنشاء ما سمّتهم “المجاهدين”، وأنهم اتفقوا مع المملكة العربية السعودية على استيراد العلامة الوهابية للإسلام، لهزم الاتحاد السوفياتي، وأعلنت أن الخطة نجحت باعتبار انسحاب السوفيات من المنطقة، وخسارتهم مليارات الدولارات، ما أدى إلى انهيار الاتحاد، لهذا لم يكن الاستثمار في تأسيس “القاعدة” سيئاً برأيها.

أما اليوم، وبعد أن تحولت “القاعدة” إلى ما تحولت إليه، فالسؤال المطروح في سورية: من يستفيد ممن؟ هل يستفيد الغرب وأميركا من وجود “القاعدة” للقتال في سورية، بحيث تقوم بجمع المجاهدين من كل أنحاء العالم، والتخلص من قنابل موقوتة موجودة في أوروبا، وبات المطلوب من الجيش السوري تخليص العالم منهم، ولذلك بات من المجدي إطالة أمد الأزمة؟ أم يستفيد النظام السوري من وجود “القاعدة” كمكون أساسي في الثورة السورية، لشيطنتها أمام العالم، وإظهار نفسه في جبهة واحدة مع الغرب في قتاله ضد الإرهاب العالمي المتنقّل؟

في المحصلة، ومهما كانت الحيثيات والنتائج، لا شكّ أن فكر “القاعدة” ونهجها لا يمكن أن يبنيا ديمقراطية، ولا يمكن أن يبنيا دولة تطمح إليها شعوب المنطقة، ومن يريد أن يستعين بالشيطان سيجد نفسه في جهنم لا محالة.

الثبات

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

US Rocked By Another Attack: Texas Plant Blast Kills 60-70

 
Local Editor
 
An explosion at a fertilizer plant outside Waco at US’ Texas killed some 60 to 70 people and injured hundreds others.

The report could not be immediately verified by AFP, but KWTX television cited West Emergency Management Services Director Texas attackGeorge Smith as confirming the death toll.

The explosion comes as the United States was on edge as it pieces through deadly explosions that hit the Boston marathon on Monday, followed by letters, apparently poisoned with ricin, sent to President Barack Obama and a US senator.
The explosion at the West Fertilizer plant occurred just before 8:00 pm (0100 GMT), Waco Assistant Fire Chief Don Yeager told AFP by phone.

The cause was not immediately known but he said it was a anhydrous ammonia explosion.
The blast sent flames shooting into the night sky, leaving the factory a smoldering ruin and leveling buildings for blocks in every direction.

Source: Agencies
18-04-2013 – 09:09 Last updated 18-04-2013 – 09:09

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

Washington Project: Idris defeating al-Assad in elections

مشروع واشنطن: إدريس يهزم الأسد في الانتخابات

الخميس‏، 18‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

جان عزيز
هو الجنرال ديغول من أطلق تلك العبارة ـــ القاعدة الشهيرة: نحو الشرق المعقد أنطلق بأفكار بسيطة. لكن واشنطن هي من طبقها بامتياز، بل بإفراط ومبالغة حتى التبسيط، خصوصاً في العامين الماضيين. وقد تكون سوريا الساحة الأكثر تعبيراً عن ذلك النهج الأميركي. فبعناوين أحادية البعد رسمت واشنطن كل المشهد الدمشقي: لا أحد يحب النظام السوري عندنا، ولا حتى عند سوانا. لا أصدقاء له هنا ولا في أي مكان من العالم. صحيح أنه كانت لهذا النظام في الماضي القريب وظائف واحتياجات، لكنها انتهت كلها، منذ وقّع باراك حسين أوباما تلك المذكرة التوجيهية الرئاسية السرية في 12 آب 2010، معلناً الساعة الصفر للولادة المحددة مسبقاً بالطلق الاصطناعي، لما صار «الربيع العربي».

صارت الرؤية الأميركية للوضع السوري كالآتي: يجب أن يرحل بشار الأسد، يجب أن يسقط نظامه. معادلة كانت كافية لفتح أبواب الجحيم. كانت التجربتان التونسية والمصرية مشجعتين: مسألة أسبوعين ويسقط حجر الدومينو التالي. بعد سنتين لم يتغير شيء. باستثناء بعض «الأضرار الجانبية»، مثل مقتل مئة ألف إنسان وتهجير أربعة ملايين آخرين في إقليم يطفو على الوقود المشتعل أطماعاً تحت الأرض، والمتفجر حروباً من النوع الذي لا ينتهي فوقها…
 
لا بد إذن من إعادة النظر. حسناً، فلنضع المعالم الجودزية لساحة المعركة السورية كما تطورت:
 
أولاً التجرية العراقية علمتنا أنه لا يمكن أن نقضي على الجيش السوري. كي لا نُدخل هذا المكان في فوضى أخرى، من نوع بول بريمر، خصوصاً أنه «مكان» محاذ لإسرائيل، التي لا تحب الفوضى على حدودها. ولا تحب واشنطن ما لا تحبه تل أبيب.
 
ثانياً التجربة الليبية، كما المصرية وحتى التونسية، علمتنا أيضاً أنه لا يمكن الاعتماد على «الإخوان». صحيح أنهم مندفعون وموالون لنا بالكامل، حتى إنهم باتوا أكثر صهيونية من الحكام الذين نظمنا انقلابهم عليهم… لكنهم فشلوا في الإمساك بدولهم. لم يؤمنوا لنا الاستقرار البديل، الذي كان علة إطلاقنا لكل هذا المشروع في الأساس. قد لا يكون ذنبهم بالكامل. فالخبرة تنقصهم، والأزمة أكبر من قدراتهم. حتى حلمنا لمنطقتهم قد يكون شديد التعقيد، حتى التناقض. بين ضرورة قبول دولة يهودية، من قبل دول إسلامية، من دون ديمقراطية فعلية، بنمط اقتصاد سوق كلية… أو قد تكون هي لوثة الحرية التي استخدمناها لإيصالهم، من دون أن نتحسب لتبعاتها اللاحقة، ومن دون أن ندرك مسبقاً هذا التناقض بينها كلوثة وبين «الإخوان» كمشروع سلطة…
 
ثالثاً تبين لنا بعد سنتين أن المجتمع السياسي السوري أكثر تعقيداً من سواه. كنا نعتقد مثلاً أن المسيحيين السوريين ليسوا مغرمين ببشار الأسد. بدليل ما يكتبه ميشال كيلو وجورج صبرا وأمثالهما. لكننا اكتشفنا على الأرض أن المسيحيين السوريين مذعورون مرعوبون من فكرة سقوط الأسد نفسه. ثم اكتشفنا أن هذا النمط من التفكير ينسحب على أكثريات سورية من كل الجماعات تقريباً. رابعاً، لم نكن مدركين من قبل إلى أي مدى هي سوريا دولة مركزية في منطقتها، طرفية في داخلها. طرفية بمعنى أن أكثر من تسعين في المئة من أهلها يعيشون على أطرافها، في مقابل وسطها الصحراوي شبه الخالي. ومركزية في إقليمها، لأن «طرفية» سكانها جعلتهم على تماس تاريخي وسوسيولوجي واقتصادي وعلائقي ومصالحي مع جوارهم. من تركيا والعراق إلى الأردن وفلسطين وطبعاً لبنان، ما يعني أن أي أزمة سورية هي أزمة لكل منطقتها، وأن أي تغيير في شكل سوريا هو تغيير لكل إقليمها… ليس تهويلاً علينا ما يقوله الأسد في هذا السياق.

وسط هذه المعالم المكتشفة بعد سنتين من الحرب السورية، أعادت واشنطن ترميم مشهدها الدمشقي: حسناً، علينا أن نضغط على بشار كما على خصومه للجلوس إلى الطاولة معاً. الأسد نلزّّم أمر إقناعه للروس. أما معارضوه فنستعين بالأصدقاء عليهم. لم يعد يمكننا الأخذ برأي الأتراك، ولا القطريين. لقد «تورطوا» عاطفياً وشخصياً بشكل أثّر على «موضوعيتهم». الإماراتيون أكثر عقلانية في هذا المجال. ثم إنهم مثلنا مذعورون من «النصرة» ومثل بشار يسمون «الإخوان» الشياطين. فلنتكل عليهم. ولا ضير إذا استعانوا بالخبرات «الأمنية» اللازمة من بيروت لذلك.
 
انطلقت عملية البحث. تغربلت الأسماء. انتهت إلى سليم إدريس. ممتاز. ضابط، لكنه مسيس. سنّي، لكنه مدرك لخصوصيات الطوائف السورية الأخرى. معارض، لكنه لم ينخرط في صراعات زواريب المعارضة السورية وحروبها الصغيرة.
 
كيف العمل من هنا؟
 
نضغط على الجميع، لنصل إلى ما اقترحه وسام الحسن على دايفيد بترايوس آب الماضي: حصر كل قرش ورصاصة بإدريس. بعدها يتحرك جون كيري لتقصير المهل اللازمة لتحقيق المهمة. نسد كل المنافذ من الأردن والعراق إلى لبنان. نعزل أردوغان وحمد لبعض الوقت. نترك لهما مهمة المعارك الصوتية، ثم نطلب من المسؤولين الإماراتيين الجديين المجيء إلى واشنطن. ننسّق معهم الخطوات التالية. هم يفتحون خطوطهم مع الألمان للدعم الإنساني، ومع البريطانيين للدعم العملاني والميداني. أمامنا أشهر قليلة للوصول إلى نتيجة واحدة: إقناع الأسد بالتفاوض على أساس اتفاق جنيف، فيصير انتقال السلطة بالكامل قبل انتخابات الرئاسة السورية المقبلة مطلع صيف 2014. عند هذا الاستحقاق، تذهب سوريا إلى انتخابات رئاسية حرة نزيهة وعادلة، بإشراف دولي كامل. نرشح نحن سليم إدريس. قد يترشح ضده بشار الأسد. من يفوز عندها؟ فليقرر السوريون. وليتحملوا مسؤولية خيارهم وقرارهم. في النهاية، لا يمكن لواشنطن أن تفكر أبعد من ذلك. فنماذج تفكيرها السابقة، من حميد كرزاي إلى أياد علاوي إلى محمد مرسي، كلها كانت متعبة لتفكيرها مقلقة لخيارها… أوف! كم هي معقدة منطقتكم.

الأخبار

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

President Assad: No to Surrender, No to Submission

Full interview of President Bashar al-Assad with the Syrian news channel

 
 
 
 
President Assad: No to Surrender, No to Submission
 
Local Editor
 
Syrian President Bashar al-Assad stressed on Wednesday that the West will pay a heavy price for financing Al-Qaeda in Syria “in the heart of Europe and the United States.”President Assad
In an exclusive interview with Al-Ikhbariya state television, Assad the West is playing with fire and that the conflict could also spill over into Jordan. “The West has paid heavily for funding Al-Qaeda in its early stages. Today it is doing the same in Syria, Libya and other places, and will pay a heavy price in the heart of Europe and the United States,” Assad said.
  
Assad assured that from “the first day, what is happening in Syria is dictated from abroad.” “We are facing a new war, a new method” with fighters, some of whom are Arabs, not Syrians,” the president said in the hour-long interview, adding that the “army is not fighting a war to liberate Syrian territory, but a war on terror.” He insisted that “everyone who carries weapons and attacks civilians is a terrorist, be they Al-Qaeda or not.”
  
“There is a bid to invade Syria with forces coming from the outside, of different nationalities, though they follow new, different tactics from those followed by those who came to colonize in the region, and from those used by the United States to occupy Iraq and Afghanistan.” “There is an attempt at cultural colonization, meaning ideological invasion, in Syria, leading in one of two directions.
  
“Either Syria becomes subservient and submissive to the big powers and the West, or it becomes subservient to obscurantist, extremist forces. We need to hold on ever more strongly to the meaning of independence.”
  
President Assad also warned that a defeat of his government would spell the demise of Syria, and vowed that he will not surrender. “There is no option but victory. Otherwise it will be the end of Syria, and I don’t think that the Syrian people will accept such an option,” he said.
  
“The truth is there is a war and I repeat: no to surrender, no to submission.”
  
The Syrian President said that only people decide his own future. “The position (of president) has no value without popular backing. The people’s decision is what matters in the question of whether the president stays or goes,” he said, suggesting he might stand for a new term in polls slated for next year.
  
Meanwhile, he said officials were laying the groundwork for a “national dialogue” and said “there are no red lines — except for the independence of Syria — on what can be discussed.”
“In all the countries of the world an opposition has grassroots support… We have parties inside Syria…. (unlike other opposition forces), which does not represent the people.”
  
Assad took to task neighbouring Jordan, which says it is hosting around 500,000 Syria refugees, accusing it of allowing militants and arms free movement across its borders. “I cannot believe that hundreds (of rebels) are entering Syria with their weapons while Jordan is capable of arresting any single person with a light arm for going to resist in Palestine,” Assad said.
  
“We would wish that our Jordanian neighbours realize that… the fire will not stop at our borders; all the world knows Jordan is just as exposed (to the crisis) as Syria.”
  
In Amman, Information Minister Mohammad Momani said the United States plans to deploy 200 troops in Jordan because of the war in neighbouring Syria “in light of the deteriorating situation in Syria.”
 
Source: AFP
18-04-2013 – 00:47 Last updated 18-04-2013 – 00:47

الرئيس الأسد لقناة الإخبارية السورية : أمريكا وأوروبا ستدفعان ثمن تمويلهما للقاعدة .. لامعنى للجلاء إذا خرج المستعمر وأخذ معه السيادة

دام برس:
أكد السيد الرئيس بشار الأسد في لقاء مع قناة الاخبارية السورية حول ما تتعرض له سورية من حرب كونية والتطورات في المنطقة أننا بحاجة أكثر بكثير للتمسك بمعنى الجلاء وبمعاني الاستقلال ليكون عيد الجلاء بالنسبة لنا ماضي العزة وحاضر الكرامة مشيرا إلى أن سورية تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل ومختلف الطرق.
وقال الرئيس الأسد.. هناك قوى كبرى وتحديدا القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة تاريخيا لا تقبل بأن تكون هناك دول لها استقلاليتها حتى في أوروبا فكيف بدول العالم الثالث.
وأكد الرئيس الأسد أن الشعب السوري هو شعب عظيم لا قلق عليه، ونستمد التفاؤل من المواطنين وبشكل خاص من عائلات الشهداء الجبارة ولا يوجد خيار أمامنا سوى الانتصار، مشيرا إلى أن الوضع في سورية الآن أفضل من بداية الأزمة.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن أردوغان مستعد أن يقدم كل بلده مقابل نفسه لافتا إلى الخسائر التي مني بها سياسيا داخل تركيا على خلفية فشله بما سمي سياسة صفر مشاكل والتي تحولت إلى صفر سياسة وصفر أصدقاء وصفر أخلاق.
وحول زيارة كيري إلى المنطقة أكد الرئيس الأسد أن هذا يدل على أن العامل الخارجي هو عامل أساسي في ما يحصل في سورية منذ اليوم الأول وأنه كلما حققنا نجاحات فسوف نشهد المزيد من التصعيد.
وقال الرئيس الأسد إنه من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية من الأردن في الوقت الذي كان الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين عبر السنوات الماضية.
وفيما يلي النص الكامل للقاء:
سؤال.. نحن نعيش أجواء عيد الجلاء.. ما الذي تودون أن توجهوه للشعب السوري في هكذا يوم وخصوصا في ظل ما تمر به سورية من أحداث…
السيد الرئيس: من البديهي أن يربط عيد الجلاء بانسحاب القوات الأجنبية من أي وطن ولكن أول سؤال نسأله في مثل هذه الظروف وفي الظروف العربية بشكل عام التي سبقت هذه الأزمة.. ماذا لو خرج المستعمر وأخذ معه السيادة والقرار… فلا قيمة للجلاء.. فالاستقلال الحقيقي والجلاء الحقيقي هو عندما يجلى المستعمر عن الأرض ونستعيد السيادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معان.. فإذا كانت هناك أرض محتلة ولكن شعبها حر أفضل بكثير من أن يكون لدينا أرض محررة وشعب فاقد للسيادة ودولة فاقدة للقرار الوطني.. هكذا يجب أن نفهم الجلاء والاستقلال.. الجلاء والاستقلال بمعناه الشامل.. وأعتقد أن سورية في مثل هذه الظروف تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل وبمختلف الطرق.. هناك محاولة لغزو سورية بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة ولو أنها تتبع تكتيكا جديدا يختلف عن التكتيك التقليدي للاستعمار الذي كنا نسميه الاستعمار الحديث الذي كان يأتي بقواته إلى المنطقة وآخره كان الاحتلال الأميركي للعراق ولأفغانستان.. وهناك أيضا محاولة لاحتلال سورية من الناحية الثقافية عبر الغزو الفكري باتجاهين.. إما من أجل أن تذهب سورية باتجاه الخضوع والخنوع للقوى الكبرى والغرب تحديدا أو بالاتجاه الآخر وهو الخضوع للقوى الظلامية التكفيرية.
نحن بحاجة أكثر بكثير للتمسك بمعنى الجلاء وبمعاني الاستقلال
أنا أعتقد أنه بهذه المناسبة نحن بحاجة أكثر بكثير للتمسك بمعنى الجلاء وبمعاني الاستقلال.. منذ أن كنا أطفالا كان يعني لنا هذا العيد الكثير من العزة.. اليوم يجب أن يبقى هذا الموقع ويرتقي لكي يكون عيد الجلاء بالنسبة لنا ماضي العزة وحاضر الكرامة.
سؤال.. سيادة الرئيس.. على ذكر ما تمر به سورية من أوضاع.. الأحداث تطورت في هذا البلد من أزمة مرت بأحداث أمنية ثم بعد ذلك ما سميتموه يوما وقلتم عنه بأنه حرب.. اليوم بالضبط ما هو الحاصل في سورية كيف توصفه…
السيد الرئيس: الحقيقة ما يحصل هو حرب.. هي ليست أحداثا أمنية.. ربما ظهرت في البداية على شكل أحداث أمنية والبعض مازال يتعامل معها حتى هذه اللحظة ويطرح التساؤلات والتقييمات من خلال كون ما يحصل هو أحداث أمنية.
الحقيقة هي حرب بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. هناك قوة كبرى وتحديدا القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة تاريخيا لا تقبل بأن يكون هناك دول لها استقلاليتها حتى في أوروبا.. تريد أوروبا خانعة فكيف بدول العالم الثالث.. كيف بدول صغيرة… لا بد أن تكون خانعة لكي تعمل من أجل مصالح تلك الدول. بنفس الوقت سورية هي في موقع جيوسياسي مهم جدا فالرغبة في السيطرة على سورية أيضا شيء تاريخي وتقليدي في سياسة الدول الاستعمارية.. هذه الدول تلعب دورا في هذه المعركة من خلال تقديم الدعم السياسي والإعلامي في البداية.
وانتقلوا علنا مؤخرا لتقديم الدعم المادي واللوجستي ونعتقد بأنهم يدعمونهم أيضا في مجال التسليح.
هناك دول إقليمية عربية وغير عربية كتركيا على سبيل المثال.. هذه الدول باعت واشترت الكثير وأوجدت لنفسها موقعا على الساحة العربية والإسلامية من خلال الدعم الظاهري للقضية الفلسطينية وعلى ما يبدو أن هذا الدور ذهب بعيدا بشكل يتجاوز ما هو مسموح لهم من قبل الأسياد.. أي الدول الكبرى فكان لا بد من التراجع عن هذا الدور.. هنا الدور السوري الشفاف تجاه القضايا المختلفة ومنها القضية الفلسطينية ومنها قضية الحقوق والكرامة يفضح هذه الدول.. فبقاء الدور السوري كما هو محرج لهم.. لذلك أصبحت القضية السورية أو الموضوع السوري أو الأزمة السورية مثار إحراج لهم وقضية حياة أو موت من الناحية السياسية بالنسبة لهذه الدول فزجوا بكل قوتهم من أجل ضرب سورية وطنا وشعبا. هناك العوامل الداخلية.. هناك مجموعة من اللصوص.. هناك مجموعة من المرتزقة التي تأخذ الأموال من الخارج مقابل أعمال تخريبية معينة.. وهناك التكفيريون أو القاعدة أو جبهة النصرة.. كلهم يقعون تحت مظلة فكرية واحدة.
ما يحصل الآن أننا نواجه بشكل أساسي القوى التكفيرية
الحقيقة ما يحصل الآن أننا نواجه بشكل أساسي تلك القوى التكفيرية.. العنصران الأول والثاني عمليا أصيبا بضربات قاسية جدا فإما أنهم انتهوا في بعض الأماكن أو أنهم انتقلوا قسرا للعمل تحت مظلة القاعدة رغما عنهم لكي يكونوا جزءا منها.. فعمليا نحن الآن نحارب القوى التكفيرية.
سؤال.. لطالما قلتم سيادة الرئيس بأن سورية باتت تشكل إحراجا.. فهم دائما يجدون وترا جديدا ليعزفوا عليه كلما فشلوا في مرحلة.. الآن بات الحديث كثيرا عن أن سورية تشهد اقتتالا طائفيا وربما مذهبيا والبعض تحدث عن ظواهر هنا وهناك.. بصراحة.. سيادة الرئيس.. ألا تخشون من طائفية باتت تطل برأسها أحيانا في سورية..
السيد الرئيس: في كل مجتمع هناك مجموعات من الأشخاص تحمل فكرا محدودا وأفقا ضيقا وتحمل شعورا وطنيا ضعيفا.. وهذه المجموعات تظهر في كل الأزمات.. تظهر على الساحة بفكرها وبأدائها الضار.. قد لا يكون ضارا على المستوى الواسع ولكنها تظهر على شكل بؤر.. وهذا ما حصل في سورية في الثمانينيات خلال أزمة الإخوان المسلمين الذين استخدموا أيضا الفكر الطائفي بالرغم من عدم توفر الإنترنت والفضائيات في ذلك الوقت.. مع ذلك تمكنوا من تسويق الفكر الطائفي وظهرت تلك البؤر.. ولكن عند هزيمة الإخوان المسلمين عاد الوضع في سورية إلى طبيعة المجتمع السوري.
الشيء الوحيد الذي نراهن عليه في هذه الحالة هو وعي الشعب.. والشعب السوري أثبت فعلا خلال عامين غير مسبوقين أنه شعب واع.. ولولا ذلك لكنا رأينا الوضع مختلفا جدا في سورية لذلك لو دخلت مباشرة إلى الجواب على السؤال أستطيع أن أقول دون مبالغة أن الوضع الآن في سورية أفضل منه في بداية الأزمة.. في بداية الأزمة استخدم الخطاب الطائفي وظهرت هذه البوءر بقوة وكان هناك قلق وفقدان توازن لدى الكثيرين حول هذه النقطة.. مع الوقت كان هناك زيادة في الوعي لمخاطر ما يحصل وفهم للتزوير الحاصل في الإعلام ووعي لمعنى سورية التي كنا نعيشها ولكن ربما لا نلمس أهمية ما كنا نعيش فيه من الأمن والأمان والتجانس.. ولا أقول التعايش فهذه كلمة غير دقيقة. لذلك أستطيع أن أقول انه بعد سنتين من صمود الشعب السوري بهذه الطريقة في وجه تلك الهجمة الإعلامية مع فضائيات تسعى لنشر التكفير والتفرقة والطائفية.. أقول ان هذا الشعب السوري هو شعب عظيم لا قلق عليه.
سؤال.. وبهذا المعنى سيادة الرئيس لا يبدو قلقا أبدا من هكذا أحاديث باتت تروج وربما ترسخ…
السيد الرئيس: على الاطلاق.. أنا أقول العكس تماما.. على مبدأ اللقاح.. اللقاح هو جرثوم ضعيف.. إن لم يقتل فسيعطيك مناعة.
استشهاد البوطي أحزن الجميع من دون استثناء بمختلف الطوائف
لدينا أمثلة كثيرة مررنا بها وأظهرت الوحدة الوطنية.. ولكن آخر مثال هو استشهاد الدكتور البوطي.. استشهاد البوطي أحزن الجميع من دون استثناء بمختلف الطوائف ورأينا ذلك في مجالس العزاء العفوية.. الدولة ليس لها دور في هذا الموضوع..والدكتور البوطي لم يكن يتواصل مع الكثير من هؤلاء.. مع ذلك رأينا مجالس عزاء ورأينا الحزن لدى الأخوة من المسيحيين.. ليس فقط المسلمين.. فهذا يعني أن هناك وحدة وطنية حقيقية.. وهذه البؤر الطائفية لدى الاشخاص محدودي الفكر لا تخيفنا.. أنا لست قلقا منها على الاطلاق.
سؤال.. سيادة الرئيس.. بصراحة.. نسمع كثيرا مؤخرا في وسائل الإعلام وعبر متحدثين عرب وأجانب أن هناك مناطق محررة.. أي خارجة عن سيطرة الدولة.. ونرى الوضع في حلب وفي الرقة وفي حمص أحيانا.. هل هناك بالفعل مناطق خارجة عن سيطرة الدولة اليوم في سورية…
السيد الرئيس: أحيانا نتعامل مع هذه الحالة من الناحية العسكرية بشكل مشابه للتعامل مع عدو تقليدي.. عندما يأتي عدو بالطريقة التقليدية ليحتل جزءا من الأرض فتقوم القوات الوطنية بمهاجمة هذا العدو والدفاع عن الوطن وطرد العدو خارجا.. لا يهم إذا كانت قضت على العدو أم لم تقض عليه.. ربما يخرج فقط من دون القضاء عليه.. ولكن المهم في تلك الحالة هو تحرير الأرض.. أما في هذه الحالة فنحن نتعامل مع وضع مختلف تماما.. حرب جديدة.. أسلوب جديد.. نحن نتعامل مع مجموعات تدخل في المدن.. البعض منها غير سوري.. أجنبي وعربي.. والبعض منها سوري تدخل في المدن وفي الأحياء وتقوم بأعمال تخريب.
في بداية الأعمال العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة كانت تطرد الإرهابيين من المدن.. أحيانا يستغرق العمل بضع ساعات.. فنرى أن هؤلاء الإرهابيين خرجوا من مكان وذهبوا إلى مكان آخر هروبا أو مناورة.. فهذا يعني أن تقضي الزمن كله بعملية تحرير أراض من دون نهاية.
لكي نكون دقيقين حول هذه النقطة.. نحن الآن لا نقوم بعملية تحرير أرض لكي نتحدث عن مناطق محررة.. نحن نقوم الآن بعملية قضاء على الإرهابيين.. والفرق كبير بين الأولى والثانية.. إن لم نقض على الإرهابيين لا معنى لتحرير أي منطقة في سورية.
إذا فهمنا هذه النقطة نفهم ما الذي يحصل على الأرض.. هناك جانب آخر عندما تقوم القوات المسلحة أو الدولة بوضع خطط عسكرية فهي تضع أو تبني خططها على عدد من الأسس منها مثلا أهمية الموقع من الناحية السياسية والإعلامية.. ومنها الجانب الإنساني أي معاناة المواطنين والجانب العسكري.. التفاصيل العسكرية اللوجستية.
الأولوية دائما بالنسبة لنا هي الناحية الإنسانية.. حماية أرواح المواطنين ورفع المعاناة عن المناطق التي يدخل إليها الإرهابيون.. الناحية الإعلامية والسياسية لا نعطيها الأولوية.. أحيانا يستفيد منها الطرف الآخر.. لا يهم.. المهم الواقع.. أحيانا نهمل الجانب الإعلامي فيقومون بعملية “تطبيل وتزمير” لإظهار انتصارات.. هذا لا يعنينا ولكن في كثير من الأحيان تفرض طبيعة المعركة ألا يكون هناك توافق بين الأولوية العسكرية والأولوية الإنسانية.. طبعا بشكل مؤقت وبشكل جزئي في بعض المناطق.. هناك أشياء تفرضها المعركة ولكن بالنسبة لنا الأولوية هي للناحية الإنسانية.
سؤال.. المشكلة أن هناك أحاديث كثيرة يروج لها.. هناك أناس يتحدثون عن تقسيم جغرافي وتقسيم طائفي وحتى مذهبي.. سيادة الرئيس.. هل هذا حقيقة فعلا.. أم هو يدرج في إطار الترهيب والحرب النفسية التي لا تزال ركنا أساسيا من أركان هذه الحرب الدائرة على سورية.
لا أعتقد أن هناك أسسا حقيقية للتقسيم.. التقسيم لا بد له من حدود دينية أو طائفية أو عرقية.. عمليا هذه الخطوط غير موجودة
السيد الرئيس: طالما أننا لا نخشى من الطائفية.. فلا أعتقد أن هناك أسسا حقيقية للتقسيم. التقسيم لا بد له من حدود دينية أو طائفية أو عرقية.. عمليا هذه الخطوط غير موجودة لأن المجتمع السوري مندمج تقريبا في كل منطقة من سورية.. وأحيانا في كل قرية من القرى الصغيرة.. أحيانا على مستوى ما نسميه “مزارع” وهي أصغر من قرية وغير موجودة على الخريطة الإدارية.. نرى هذا الاندماج على مستوى التزاوج والعائلات فمن الصعب أن يكون هناك تقسيم من دون خطوط من هذا النوع.. لكن أعتقد بأن ما ينشر من خرائط أو يسوق بطرق مختلفة ويسرب للسوريين بمختلف المستويات هو جزء من الحرب النفسية وجزء من الهزيمة التي دائما أتحدث عنها والتي أسميها الهزيمة الافتراضية أو الهزيمة المجانية.. أي أن يرسلوا رسالة للسوريين ويقنعوهم.. بـ “أنكم لن تكونوا قادرين بعد الآن على أن تعيشوا كما كنتم في السابق.. بلدا موحدا..، أنتم غير قادرين أن تعيشوا مع بعضكم البعض.. أنتم شعب مقسم بطبيعته” عملية إيحاء الهدف منها تكريس هذه القناعة لدى السوريين.. أيضا هذا الطرح لا يقلقني طالما أن الطرح الأول وهو الطرح الطائفي..وهو الأكثر خطورة قد فشل.. ولم يعد هناك عمليا من أسس لكي تبنى عليها هذه الخرائط.. أو أي تسريبات وأفكار يمكن أن تنقل إلينا بشكل مشابه.
سؤال.. لكن سيادة الرئيس يتم الحديث عن أن هناك فصلا ربما بين بعض المدن الرئيسية والأرياف.. مثلا في حلب فصل حلب عن ريفها.. وفي المناطق الشمالية والشمالية الشرقية أيضا يتم الحديث عن موضوع الرقة وكذلك القامشلي.. يحكى أيضا أن هناك خطوطا باتت فعلا تقسمها وقد تكون خارجة عن سيطرة الدولة وربما بركن مستقل ومعزول عن سورية.. حتى هذا الأمر ينطبق عليه التوصيف الذي قدمته قبل قليل..
السيد الرئيس: لا.. هذا ليس في إطار التقسيم.. هو أساسا لا يبنى على خطوط عرقية أو طائفية.. يبنى على أماكن فيها إرهابيون.. وعمليا إذا أردنا أن نتحدث حتى عن سيطرة الدولة بمعنى تواجدها فلا يوجد مكان حاولت أن تدخل إليه القوات المسلحة إلا وتمكنت من دخوله.. إذا لا يوجد خطوط ثابتة.
لذلك أنا أقول.. إنه بالنسبة لنا الأولويات الإنسانية والعسكرية هي التي تفرض أماكن التواجد والتكتيك العسكري.
لا بد أن ننظر إلى سورية ككتلة واحدة على طريقة الأواني المستطرقة.. إذا وضعنا سوائل في عدد من الأوعية ووصلنا بينها بأنابيب فتغير منسوب الماء في مكان يؤثر في كل الأوعية الأخرى.. الشيء نفسه بالنسبة للإرهابيين.. عندما يضربون في مكان يؤثر إيجابا على الأماكن الأخرى.. فالتكتيك العسكري أحيانا يفرض على الدولة أن تتدخل في مكان قبل اخر وأن تتواجد في مكان قبل أن تتواجد في مكان آخر.. هو تأجيل زمني لأهداف عسكرية بحتة.. لكن لا يرتبط على الاطلاق بموضوع التقسيم.. ولا بموضوع المناطق العازلة.
سؤال.. تركيا على ما يبدو سوف تصل إلى أزمة مع مشكلة الأكراد وهناك كلام عن أن أردوغان ربما سيعطي دولة للأكراد.. وكذلك ربما التنازل عن بعض المطالب وربما الوصول إلى تقسيم تركيا. إذا هناك دولة سوف تقام مقابل الوصول إلى سدة الرئاسة.. ماذا عن الوضع في سورية وبالتحديد وضع الأكراد…
السيد الرئيس: بالنسبة لأردوغان.. طبعا هو مستعد أن يقدم كل بلده مقابل نفسه.. هذا صحيح.. هذا بالنسبة للجزء الأول من السؤال وأنت أعطيت الجواب.
ولكن بالنسبة للأكراد في سورية.. أنا أريد أن أكرر ما أقوله دائما عندما يطرح هذا الموضوع.
الأكراد في سورية هم جزء طبيعي وأساسي من النسيج السوري وهم موجودون في هذه المنطقة منذ قرون
الأكراد في سورية هم جزء طبيعي وأساسي من النسيج السوري وهم موجودون في هذه المنطقة منذ قرون عديدة مثلهم مثل العرب والأتراك والفرس وآخرين موجودين في هذه المنطقة. ليسوا ضيوفا او طارئين.. معظم الأكراد في سورية هم وطنيون سوريون.. ولكن دائما في أي مجتمع.. هناك أشخاص انتهازيون يسعون لاستخدام عناوين معينة من أجل مصالحهم الشخصية.. لذلك رأينا عددا من التجمعات التي أطلقت على نفسها اسم أحزاب كردية في سورية وكانت دائما تزايد على ما يسمى القضية الكردية أو اضطهاد الأكراد في سورية.. وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق.. كانوا يتحدثون عن موضوع تجنيس الأكراد.. نحو 110 آلاف وهو ما تم منذ نحو عامين.. كانوا يعتبرون ذلك قضية.. تم التجنيس.. انتقلوا لكلام آخر..عن موضوع اللغة.. الآن أقرت الدولة منذ أشهر موضوع اللغة الكردية والأدب الكردي كمادة تدرس في كليات الآداب في سورية.. وغيرها من الإجراءات.. ولكن دائما سيبحثون من وقت لآخر عن شيء يستخدم من أجل إيجاد موقع لهم على الساحة الوطنية.. هذه الحالة نراها من وقت لآخر.. هذا شيء لا يقلق لأن الغالبية هم مع الوطن السوري.. ولكي لا نقول كلاما إنشائيا.. لن أعود لدور الأكراد في الثورة السورية وفي مراحل مختلفة من النضال ضد الاستعمار.. بل سأتحدث عن الأحداث الحالية.. كثير من عائلات الشهداء التي التقيت بها هم من الأكراد.. أنا لا أعرف أنهم أكراد أو عرب لأنني لا أهتم بهذا الموضوع.. ولكن من خلال حديثهم يقولون لنا نحن أهل الشهيد.. ونحن من الأكراد.. هل يمكن لشخص لا يؤمن بالوطن ويسعى للانفصال.. كما يطرح من وقت إلى آخر.. أن يقدم حياته أو حياة أبنائه من أجل هذا الوطن.. هذا الكلام غير منطقي.
سؤال.. لكن سيادة الرئيس عندما نتحدث عن هذه النقطة الحساسة جدا.. نحن تابعنا من خلال سياسة الحكومة التركية مؤخرا أنها استخدمت الكثير من الأوراق.. لكن يقال أن هذه الورقة الكردية هي ربما آخر الأوراق بيد أردوغان على وجه التحديد ولن يتم الاستغناء عنها ببساطة.. وسيكون أكثر شراسة حتى تحقق له نتيجة في سورية على الأقل.. وفي هذا التوقيت بالذات يتم السعي لإحداث تسوية.. إلى أي حد تراقب القيادة السورية بشكل دقيق هذه النقطة.. وماذا تعد في حال تم أي شيء في مواجهة هذه الدولة..
السيد الرئيس: هذا موضوع هام.. ولا يمكن تبسيطه.. ولكن أردوغان له هدف داخلي وهدف خارجي.
الظروف بالنسبة للموضوع الكردي في سورية تختلف تماما عن تركيا من ناحية تاريخ العلاقة
الهدف الخارجي هو سورية.. أي لإحراج سورية في هذا الموضوع مع الأخذ بالاعتبار أن الظروف بالنسبة للموضوع الكردي في سورية تختلف تماما عن تركيا من ناحية تاريخ العلاقة.. نحن لم نقم بمجازر تجاه الأكراد ولم نضطهدهم كما حصل معهم منذ مرحلة تفكك الدولة العثمانية.. الوضع مختلف تماما..هناك تجانس في سورية وهناك تآخ حقيقي.. وما طرح في الموضوع الكردي طرح في سورية منذ عقود قليلة فقط من خلال بعض القوى الانتهازية.. وعلاقتنا بالاكراد هي دائما علاقة جيدة.. حتى مع الأحزاب الكردية التي كانت تناضل من أجل حقوقها في تركيا.. أما الهدف الآخر لأردوغان فهو هدف داخلي.. فبعد الخسائر التي مني بها سياسيا داخل تركيا على خلفية فشله بما سمي سياسة صفر مشاكل والتي تحولت إلى صفر سياسة وصفر رؤية وصفر أصدقاء وصفر مصداقية وصفر أخلاق.. أصفار بكل الاتجاهات الأخرى ما عدا صفر مشاكل.. فخسر الكثير حتى من الموالين له.. فكان لابد من الاستعانة بالموضوع الكردي من أجل الاستفادة من الكتلة الكردية الكبيرة في تركيا بهدف الحصول على أصوات ربما في الدستور المقبل الذي يفكر من خلاله أن يكون رئيسا للجمهورية بصلاحيات واسعة.. لذلك نحن نهتم بهذا الموضوع لأن ما يحصل في أي بلد مجاور سيؤثر فينا سلبا أو إيجابا ولكن من دون أن نكون قلقين.. عدا أنه لا توجد مصداقية لأردوغان في مثل هذا الموضوع تجاه الأكراد وهذا ما وردنا مؤخرا من القوى الكردية الصديقة التي تعمل على الساحة التركية والسورية.. بأنهم لا يثقون بأردوغان.
سؤال.. هناك أيضا نقطتان متناقضتان باتت تتهم بهما الدولة السورية مؤخرا.. رأي يقول ان الدولة السورية هي علمانية تحارب الدين.. والبعض الآخر يقول إن سورية تراجعت عن علمانيتها مسايرة للأحداث الأخيرة بل على العكس باتت أكثر تدينا.. ما حقيقة الموضوع سيادة الرئيس..
العلمانية تدعم الأديان ولا تقف في وجهها
السيد الرئيس: نحن دائما نغرق بالمصطلحات ولا نناقش المضمون.. نغرق بالمعنى اللغوي.. ولكن المهم هو الممارسة.. فمثلا كان هناك اشتراكيات.. ولكن كلها كانت تسمى اشتراكية.. فهناك من يمارس العلمانية على أنها اللادينية وتتحول كما كانت في تركيا في مراحل مختلفة ضد الدين وتحارب الدين.. وهناك العلمانية التي نفهمها نحن.. البعض يقول علمانية بفتح العين وهي بالنسبة لنا حرية الأديان.. نحن مجتمع متنوع.. فكل أتباع شريعة أو طائفة لهم الحرية في أن يتبعوا الشعائر ويمارسوها بالطريقة التي يرونها مناسبة.. أيضا هذا يعني بألا نتعامل نحن كدولة على أساس الدين.. عندما يأتي عدد من الأشخاص ليتقدموا إلى وظيفة على سبيل المثال.. لا نسأل إلى أي دين أو عرق ينتمي هذا الشخص.. لا يجوز أن نميز لا على اساس الدين ولا على أساس العرق.. هذا هو المفهوم.. وأعتقد أن هذا المفهوم هو مفهوم إيجابي و جيد للمواطنين.. وطالما أنها ليست العلمانية اللادينية فهذا يعني بأنها لا يمكن أن تكون ضد الدين.. طالما نتحدث عن حرية الأديان فهذا يعني أن هذه العلمانية تدعم الأديان ولا تقف في وجهها.. بالعكس تماما الدين هو أخلاق ونحن بحاجة للأخلاق وبالتالي نحن بحاجة للدين.. عملية التطوير على سبيل المثال.. كان الكثير من الأشخاص يسألون لماذا تتعثر هذه العملية في أماكن مختلفة.. أقول لهم.. لأنكم تنظرون إلى عملية التطوير في سورية على أنها مجموعة قوانين.. بينما هي قوانين تبنى على الأخلاق.. عندما لا تتواجد الأخلاق في مجال ما لا يمكن أن يتطور المجتمع.. فأن أكون علمانيا يعني ألا أفرق بين الأشخاص.. لكن هذا لا يعني ألا أكون مسلما ومؤمنا أو مسيحيا ومؤمنا.. بالعكس تماما فهذه الصورة هي صورة خاطئة.. كالصورة التي وضعت في السابق حول التعارض بين العروبة والإسلام.. إما أنك قومي أو إسلامي.. لا.. أنا عربي ومسلم.. عربي ومسيحي.. فإذا التناقض بين الاثنتين هو كلام غير صحيح.. أما أن يقال اننا انتقلنا من العلمانية باتجاه الدينية.. ففي سورية بني منذ عام 1970 حتى اليوم ثمانية عشر ألف مسجد.. فلو كانت العلمانية ضد الدين أو نمارسها ضد الدين.. كيف نسمح ببناء 18 ألف مسجد.. بني 220 مدرسة شرعية وثانوية شرعية وغيرها.. بني العشرات من المعاهد لتأهيل الدعاة.. إذا الجانب الديني في سورية كان دائما جانبا مهما.. الأهم من ذلك إذا أردنا أن نقول إن العلمانية هي اللادينية كما يحصل في عدد من الدول أو كما تفسرها دول أخرى فهذا مستحيل.. لأن الدولة هي مرآة المجتمع.. وإذا كان المجتمع ملتزم بدينه فلا بد أن تكون الدولة مبنية على الأسس الدينية حتى وإن كانت علمانية.. لا يمكن أن تكون الدولة لا دينية والمجتمع متدين.. والعكس صحيح.. لا يمكن أن تكون دولة ذات شكل ديني والمجتمع غير ملتزم بدينه.. فإذا نحن مرآة للمجتمع.. وبالتالي الطرح الأول والطرح الثاني كلاهما غير صحيح وغير دقيق ويعبر عن عدم فهم لحقيقة ومعنى الدولة السورية ومعنى علمانية الدولة السورية.
سؤال.. لكن سيادة الرئيس نحن نتحدث هنا عن إجراءات وقرارات اتخذت خلال الأزمة.. منها الموافقة على إنشاء قناة دينية.. السماح للداعيات بالعمل الدعوي العلني…
الملتزمون بدينهم في سورية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين هم الأكثر وطنية خلال هذه الأزمة.. ومن تحدث بالطائفية ليس من هذه الشرائح
السيد الرئيس: طرح هذا الموضوع سواء بشكل شخصي ومباشر معي في حوارات مع أشخاص أو من خلال بعض الكتابات.. وهذا يدل على جهل من يكتب عن هذا الموضوع.. لأن هذه الأشياء ليس لها علاقة بالأزمة على الإطلاق.. الحقيقة أن البوادر الأولى أو علامات الإنذار للخطر بدأت بعد غزو العراق.. وتحديدا في عام 2004 عندما بدأت تظهر بوادر التطرف على الساحة السورية ولكنها كانت في ذلك الوقت في معظمها حركة أشخاص وفكرا متطرفا عابرا لسورية.. العراق بداية ولاحقا لبنان.. وبدأ يحاول أن ينتشر في سورية.. في ذلك الوقت تمت مكافحته بشكل أساسي بالطريقة الأمنية.. أول حادثة مقلقة كانت هي حادثة الهجوم على مبنى الإذاعة والتلفزيون في عام 2006 من قبل بعض المغرر بهم الذين قال لهم الشيخ الوهابي المتطرف إن هذا المكان هو بؤرة فساد وكفر.. فقاموا بالهجوم عليه.. ولكن الإنذار الأكبر عندما حصل التفجير الانتحاري الأول في سورية في عام 2008 وفي شهر رمضان من قبل أشخاص سوريين.. كان هذا علامة إنذار كبرى.. على خلفية هذا التفجير قمت بالاجتماع مع عدد من كبار علماء الدين في سورية وناقشنا الموضوع وقلنا ان المعالجة الأمنية لم تعد تكفي.. فهذا الإرهاب هو إرهاب فكري بالدرجة الأولى ومنشوءه فكري ولا بد من محاربته.. ولا يمكن أن يحارب الإرهاب أو التطرف الديني إلا بالدين الصحيح.. هذا أول العلاج.. وتأتي الوسائل الأخرى كوسائل مكملة.. فطرحت عدة أفكار كانت واحدة منها قناة نور الشام.. في ذلك الوقت لم تكن تسمى قناة نور الشام.. لكن كنا بحاجة لطريقة لمواجهة الأقنية التكفيرية التي بدأت تغزو الفضاء في العالمين العربي والإسلامي.. لماذا تأخرنا من عام 2008 لعام 2011 أي مدة ثلاث سنوات.. لأن الفكرة كانت في البداية أن تطلق هذه القناة من قبل القطاع الخاص.. ولأسباب مختلفة تأخرت.. فأخذنا القرار أن نطلقها نحن كدولة كي تكون قناة إسلامية جامعة لا تعبر عن فكر ديني معين أو تيار ديني معين.. بالنسبة للداعيات أيضا في عام 2008 كانت واحدة من الإجراءات نفسها.. خاصة أن العمل الدعوي للنساء في ذلك الوقت كان عملا سريا يحصل في البيوت.. أو كي لا أقول سريا على الأقل ليس تحت أعين الدولة لأنه غير رسمي.. فكانت الفكرة بأن هذا ليس عملا سياسيا.. نحن مع الدعوة.. الدعوة للدين هي شيء إيجابي.. لكن عندما تكون هذه الدعوة تحت أعين الدولة والدولة هي المسوءولة عن كل قطاعات المجتمع بما فيها القطاع الديني فهذا يحمل الدولة المسؤولية وفي نفس الوقت إذا كان هناك محاولة لاستغلال الدعوة لأهداف خارج إطار جوهر الدعوة الدينية فيمكن للدولة أن تصحح هذا الانحراف.. وأثبتت هذه التجربة أنها تجربة جيدة ومفيدة.. فهذه الإجراءات وغيرها لم يكن لها علاقة بالأزمة مطلقا.. بل على العكس.. الأزمة أتت لتثبت منذ اليوم الأول بأن المؤسسات الدينية كانت الأكثر انضباطا.. ولتثبت بأن الملتزمين بدينهم في سورية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين هم الأكثر وطنية خلال هذه الأزمة.. ومن تحدث بالطائفية ليس من هذه الشرائح.. إنما من فصيلتين.. إما من فصيلة المنحرفين عن الدين باتجاه التطرف الديني.. أو من فصيلة المزايدين بالعلمانية.. أما المعتدل والملتزم حقيقة فكان وطنيا.. لذلك هذه الإجراءات ليست مرتبطة بالأزمة.
سؤال.. سيادة الرئيس.. إذا أردنا أن نبقى بالشأن الداخلي.. لو سمحتم سيادتكم أن نتحدث عن الحل السياسي.. ومنذ أن كلفت الحكومة تنفيذ المراحل الثلاث لهذا الحل بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى المتعلقة بإنهاء العنف والتمهيد للحوار.. حاليا ما يتم هو مشاورات.. لكن سيادة الرئيس حتى الآن الشارع ربما لا يدرك ما هي محظورات الحوار ومحددات هذا الحوار بما يتعلق بالموضوعات وكذلك الأشخاص.. وهذا الحوار مع من في نهاية المطاف…
نحاور من يغار على سورية.. ومن لم يتعامل مع إسرائيل سرا أو علنا
السيد الرئيس: هناك خلط كبير حول ما يحصل الآن بالنسبة للحوار بالنسبة للمواطنين.. هناك أولا مؤتمر الحوار الوطني الذي هو جزء من الحل السياسي الذي تحدثت عنه في “خطابي الأخير” في شهر كانون الثاني.. هذا الحوار ليس حوارا بين الدولة وطرف آخر.. هو حوار بين كل مكونات المجتمع السوري.. وخاصة المكونات السياسية.. حول مستقبل سورية.. ما هو النظام السياسي المطلوب.. نظام برلماني.. أم رئاسي.. نصف رئاسي.. أي شيء آخر.. ماذا عن الدستور.. ماذا عن القوانين السياسية والإعلامية وغيرها.. أو أي موضوع آخر.. والدولة هنا تنفذ ما يتفق عليه المؤتمرون.. هناك ما يحصل الآن من خلال لقاء اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء مع الجهات المختلفة في سورية.. البعض يعتقد أن هذا هو الحوار.. هذا ليس حوارا.. هذه جلسات مشاورات لكي تحدد كيف نبدأ الحوار.. إذا أردنا أن نذهب إلى مؤتمر الحوار الوطني.. من يدعى إلى المؤتمر وعلى أي أساس يدعى… وكيف يمثل… هل نمثله بشخص أم بعشرة أشخاص.. هل يرتبط التمثيل بعدد الأعضاء في حزب معين.. كيف ندعو.. عشائر أم فعاليات.. من ندعو.. لا يوجد أي تصور ولا نريد أن نبني هذا المؤتمر فقط على تصورات الدولة.. نريد أن يشارك الجميع فنحن نقوم بهذه المشاورات بعملية إنضاج للحوار.. كيف يطرح الموضوع.. كيف يصوت عليه… وأشياء وتفاصيل كثيرة.. إذا ذهبنا إلى مؤتمر الحوار الوطني ولم ننضج هذه الأسس فهو مؤتمر فاشل قبل أن يبدأ.. هناك جانب آخر له علاقة بحوار الدولة.. الآن نحن بغض النظر عن هذه المبادرة يمكن أن نتحاور مع أي جهة.. نحاور من يغار على سورية.. ومن لم يتعامل مع إسرائيل سرا أو علنا.. وكل من لم يغازل إسرائيل.. كل من لم يقبض الأموال من أجل أن يبيع الوطن.. وكل من يؤكد على استقلال سورية.. هذه هي الاسس.. هذه أعتبرها أسسا وطنية.
سؤال.. يعني معارضة وطنية..
السيد الرئيس: المعارضة الوطنية بالمعنى المستخدم أصبحت شيئا مختلفا.. مع كل أسف منذ بداية الأزمة.. البعض لديه عقدة نقص.. والبعض يشعر بالانهزامية من الداخل فأصبح يوزع الوطنية مجانا على الجميع.. الكل يسميه معارضة وطنية.. لنأخذ أمثلة.. هناك من يظهر على شاشات التلفزيون ويتحدث في كل شاشة بلغة مختلفة.. ويتحدث في كل مرحلة بلغة مختلفة.. فهل هذه معارضة وطنية… أم معارضة متذبذبة… لا يمكن أن تكون وطنية إلا إذا كانت مستقرة.. نحن في الدولة منذ اليوم الأول للأزمة تحدثنا بلغة واحدة.. قلنا نكافح الإرهاب.. نكافح من يحاول التدخل بالشؤون الداخلية من الخارج.. نرفض الهيمنة.. وبنفس الوقت الأبواب مفتوحة للحوار.. هناك قوى رفضت الحوار في البداية.. ولاحقا وافقت عليه.. إذا كانت هي أخطأت فليتفضلوا ويقولوا نحن أخطأنا.. كان تقييمنا خاطئا.. عندما خرجنا من لبنان ألقيت خطابا في عام 2005 وقلت نحن أخطأنا.. كانت لدينا أخطاء في لبنان.. في بداية الأزمة ألقيت خطابا وقلت إنه كانت هناك أخطاء.. أما هؤلاء فيقومون فقط بتغيير كلامهم.. هل يغير الكلام ..أنا لا أحدد من.. لأنه قبض أموالا وهي التي تحدد اتجاه الكلام… أتحدث بكل صراحة ووضوح.. هل لأن هذا الشخص أو تلك الجهة كان يراهن على رهانات محددة بأن الدولة ستسقط خلال أسابيع أو أشهر وبالتالي هو لن يحاور من سيسقط.. سيجد لنفسه مكانا مع القادمين كما كان يفكر البعض.. بعض هؤلاء كان صامتا عندما بدأت العمليات الإرهابية.. لم يستنكر الإرهاب الذي بدأ.. بل أوجد تبريرات للإرهابيين.. بعض أولئك لم يدعم الجيش.. وكل الدول كل الشعوب في العالم تفتخر بقواتها المسلحة لأنها تعبر عن وحدتها وعن الوطن بكل مكوناته.. بعض هؤلاء كان يهاجم الجيش بدلا من أن يقف معه في أزمة استهدفت الجيش قبل أي شيء آخر لأنه عنوان وحدة الوطن وعنوان الصمود.. كل هذه التذبذبات والتلون كالحرباء لا يمكن أن أضعه تحت عنوان الوطنية.. علينا أن نسأل أسئلة بديهية.. شخص لم يكن أو بالكاد يحصل على قوت يومه.. نراه اليوم يتنقل بالطائرات من مكان إلى آخر ويجلس في الفنادق الفاخرة.. من يمول هذه الشخصية وتلك الجهة.. نتحدث بعيدا عن الدبلوماسية.. لا مكان للدبلوماسية الآن.. من يموله.. إذا كان هناك تمويل وهذا مؤكد.. فهذا يعني أن قراره مرهون بقرار من يدفع.. فكيف يكون وطنيا إذا كان قراره في الخارج.. إضافة إلى ذلك.. كل معارضة تجلس في الخارج طوعا هم سيقولون لك قسرا.. لكنهم في الحقيقة يجلسون في الخارج طوعا.. لا يمكن أن يكون هذا الإنسان وطنيا.. خاصة في الأزمات.. فإذا كنت مغتربا في الأحوال العادية فيجب أن تأتي لتقف مع بلدك.. خاصة عندما تعطي دروسا في الوطنية على شاشات التلفزيون.. كيف يمكن أن تدعي الوطنية وأنت هارب في الخارج.. أين هي الوطنية… تطلب من الناس أن يتحركوا و تعطيهم دروسا في الوطنية وهم يعانون كل يوم داخل سورية وأنت مرتاح في الخارج.. ومن أين هذه الراحة الله أعلم.. هناك أسئلة كثيرة يجب أن نسألها لذلك أنا أتوسع في هذا الموضوع.. أسئلة كثيرة يجب أن نسألها قبل أن نكون معارضة وطنية.. لذلك في هذا الموضوع لا مكان للمجاملة ولا مكان للنفاق.. لن ننافق اي أحد.. يجب أن نقول للخائن خائنا وللعميل عميلا وللانهزامي انهزاميا.. وللاوطني نقول له لا وطني.. غير صحيح أن كل المعارضة هي معارضة وطنية.. أما بالنسبة للمعارضة فمن هي المعارضة بالتعريف.. إذا كان لدينا مليون شخص سوري يعارضون سياسات الدولة.. فهل يعني أن هؤلاء يسمون معارضة.. لا يمكن أن نحاور مليون شخص.. لا يمكن أن نشارك مليون شخص في الحكومة.. مثلا المعارضة عمليا بالمعنى السياسي في كل دول العالم هي معارضة منتخبة لها قاعدة شعبية.. إذا.. من يعرفون أنفسهم بأنهم معارضة أين هي الانتخابات التي حددت حجم هذه المعارضة.. هناك أسئلة كثيرة يجب أن نسألها قبل أن نحدد من هؤلاء.. لذلك إذا كان السؤال مع من نتحاور… فلدينا أحزاب في سورية الآن.. هي مازالت أحزابا ناشئة لكنها أحزاب وطنية لا تتلون.. لم ترهن نفسها للخارج.. هناك قوى وطنية في الداخل.. هناك كثير من السوريين الوطنيين.. لا تتوقف القضية على قضية من أطلق على نفسه أو نصب نفسه بموقع المعارضة الوطنية التي تمثل الشعب.. ونحن نعرف أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم.
سؤال.. إذا المحددات اتضحت وكذلك أساسيات الحوار هل سيبقى النظام في سورية برلمانيا أم سيكون هناك برلمان رئاسي…
لا يوجد مشكلة في مسألة كيف ستكون سورية.. نظاما برلمانيا رئاسيا… هذا يحدده الشعب
السيد الرئيس: المحددات طبعا مفتوحة.. أي شيء يمكن أن يناقش.. لا توجد خطوط حمر سوى شيئين.. استقلال سورية.. وهذا يعني عدم وجود تدخل خارجي بأي شأن داخلي.. هذا موضوع محسوم بالنسبة لنا.. والوقوف مع الإرهابيين.. إذا لا تساهل مع الوقوف مع الإرهابيين عدا عن ذلك لا يوجد مشكلة في مسألة كيف ستكون سورية.. نظاما برلمانيا رئاسيا… هذا يحدده الشعب.. بالنسبة لنا ما يحدده الشعب نوافق عليه.
سؤال.. بما في ذلك منصب رئيس الجمهورية… يعني أقصد حتى أنتم سيادة الرئيس…
السيد الرئيس: المنصب شيء وأنا شيء آخر.. أقصد المنصب مرتبط بالنظام السياسي.. والنظام السياسي يحدد صلاحيات كل منصب.. وعندما يتغير النظام السياسي لا بد من أن تتغير صلاحيات المنصب بأي اتجاه كان.. وهذا شيء بديهي وطبعا هذا يشمل كل شيء حتى صلاحيات الرئيس.. أما الرئيس وما يطرح عنه فهذا الموضوع مرتبط بالشخص وهذا يختلف عن الصلاحيات.. وكل شخص يسعى إلى المنصب يحتقر.. هكذا أرى الأمور.. إذا المنصب هو مجرد أداة وليس هدفا.. الهدف هو المشروع الذي يقدمه الشخص للمجتمع ودعم الشعب لهذا المشروع.. وصولا إلى حالة أفضل بالنسبة لسورية.. ما قامت به وسائل الاعلام المعادية بشكل عام.. العربية وغيرها.. هو أنها حاولت أن تظهر أن المشكلة ليست في مشروع خارجي ولا قوى تأتي من الخارج ولا في التطرف.. المشكلة هي رئيس مرفوض من قبل الشعب وهذا الرئيس متمسك بالكرسي وهو يقتل شعبه من أجل الكرسي.. هذا ما يطرح بشكل مستمر.. لذلك طرحوا قضية التنحي.. الحقيقة أن المنصب ليس له قيمة.. إن لم يكن هناك دعم شعبي فالمنصب لا يقدم شيئا للشخص.. فما يجب أن يقاتل المسؤول من أجله هو الدعم الشعبي والرضى الشعبي.. لذلك أقول أن ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الأساس بالنسبة لبقاء الرئيس أو ذهابه.
سؤال.. البعض أطلق مصطلح التفاوض مع النظام.. وليس الحوار مع النظام.. وفهمنا من بعض المسؤولين السوريين بأنهم قد رفضوا هذا المصطلح.. ما الذي فهمتموه من مصطلح التفاوض مع النظام والمفاوضات…
من يفترض نفسه بأنه يتبع لقوى خارجية كما هو الحال بالنسبة للبعض فيمكن أن يطرح كلمة التفاوض
السيد الرئيس: أنا دائما أشبه البلد أو الدولة أو المجتمع أو الوطن بالعائلة.. عندما يجلس رب العائلة أو ربة العائلة مع الأولاد أو يجلس الأولاد مع بعضهم أو تجلس العائلة مع بعضها.. فهي لا تتفاوض بل تتحاور.. فعندما نجلس مع بعضنا كسوريين نتحاور.. فنقول الحوار بين السوريين ولا نقول التفاوض بين السوريين.. أما إذا افترض الشخص نفسه بأنه غريب “فيستطيع أن يسميه تفاوضا”.. وإذا افترض نفسه بأنه يتبع لقوى خارجية كما هو الحال بالنسبة للبعض فيمكن أن يطرح كلمة التفاوض.. ولكن أن نقبل بها أيضا فلذلك أسس ومحددات.. أنت تفاوض نظراءك.. فإذا كنت دولة فأنت تفاوض دولة.. فالدولة لا تفاوض أشخاصا.. إذا كنت حزبا تفاوض أحزابا.. ولكن لا تفاوض أشخاصا.. إذا كنت حزبا لك قاعدة فلا تفاوض أشخاصا يطلقون على أنفسهم اسم حزب أو تيار أو أي شيء لكن لا يوجد لديهم قاعدة.. هناك نوع من التناظر عندما تطرح التفاوض.. فعلى من يطرح التفاوض أن يحدد نفسه.. هل هو سوري يتحاور مع سوريين.. أم أجنبي.. ومن يمثل.
سؤال.. جولة سريعة على المنطقة.. نجد زيارة لكيري.. كذلك اعتذار إسرائيل من تركيا.. استقالة حكومة لبنان وتكليف تمام سلام بحكومة جديدة.. اللافت للنظر هو الوضع في درعا وما قيل عن دور للأردن بهذه الأحداث.. هل ما يجري من أحداث دبلوماسية وسياسية ترافق أحداثا على الأرض هي محض مصادفة في سورية اليوم..
السيد الرئيس: أعتقد بأن هناك إجماعا أن ما حصل مؤخرا ليس مصادفة.. أعتقد بأنه لو سألت أي إنسان بهذه المنطقة وفي سورية تحديدا.. غير مطلع وغير متابع للسياسة.. فسيقول لك ان هذه الأمور مترابطة زمنيا.. وعمليا السيد الذي يديرها هو سيد واحد.. واضح هذا الموضوع إعلاميا.. هو ليس عملا سريا.. أتى أوباما ويأتي كيري إلى نفس الدول المعنية بهذا التصعيد.. وخاصة ما يحصل في درعا.. لو ربطنا الأمور مع بعضها فهذا يدل على شيئين.. أولا يدل على أن العامل الخارجي هو عامل أساسي فيما يحصل في سورية منذ اليوم الأول.. وهذا كان من الصعب إقناع الناس به.. ثانيا أنه كلما حققنا نجاحات فسوف نشهد المزيد من التصعيد.. لأن تلك القوى الخارجية لن تستسلم.. فأنا معك بأن العملية ليست مصادفة ولكن من الخطأ ألا نتوقعها مسبقا أو ألا نراها واضحة.
سؤال.. سيادة الرئيس.. يتزايد الكلام كثيرا في الآونة الأخيرة بأن الأردن بات لاعبا اساسيا في الحرب الدائرة على سورية.. يعني معسكرات تدريب.. مقرات اجتماعات.. وقياد ات حتى عسكرية للجماعات الإرهابية على الأرض.. وربما دخول أعداد كبيرة من المسلحين والسلاح عبر الحدود هذا ربما يفسر أيضا عودة الأمور في درعا إلى المربع الأول بعد فترة من الهدوء.. ما الدور الذي يلعبه الأردن..
الحريق لا يتوقف عند حدودنا والكل يعلم أن الأردن معرض له كما هي سورية معرضة له
السيد الرئيس: وصلنا الكثير من هذه المعلومات بشكل رسمي.. البعض منها طبعا عبر الإعلام وقرأناها وسمعناها جميعا.. البعض منها عبر الأقنية الدبلوماسية.. والبعض الآخرعبر الأقنية الأمنية.. وكلها تصب في نفس الاتجاه.. قمنا مباشرة بإرسال مبعوث سياسي من وزارة الخارجية بشكل غير معلن إلى الأردن منذ أقل من شهرين لكي يطرح هذه المعطيات مع المسوءولين في الأردن ويحذر من أن مخاطر ما يحصل لن تمس سورية فقط.. طبعا سمع كل ما من شأنه أن ينفي هذه المعطيات.. ثم حصل التصعيد في درعا.. ورأينا أن الآلاف من المسلحين والإرهابيين مع سلاحهم وذخائرهم يأتون من الأردن.. فقمنا بإرسال مسوءول أمني منذ نحو الشهر أو أقل بقليل أيضا والتقى مع نظرائه الأمنيين في الأردن وشرح لهم المعطيات الموجودة لدينا وأيضا سمع نفيا كاملا من قبلهم حول تورط الأردن بكل ما يحصل.. هذا غير منطقي.. لنفترض أولا بأنه لا توجد معسكرات.. لأن ما طرح حول معسكرات للتدريب معلومات غير مدققة بالنسبة لنا.. لكن ما هو مدقق ومؤكد ومن اعترافات الإرهابيين ومن مشاهدتنا هو قدومهم من خلال الحدود الأردنية.. من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية.. في الوقت الذي كان الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين عبر السنوات الماضية.. هذا الكلام غير مقنع.. نتمنى من بعض المسؤولين الأردنيين الذين لا يعون خطورة الوضع في سورية وما يعنيه بالنسبة للأردن.. كما يعني بالنسبة للدول الأخرى.. أن يكونوا أكثر وعيا في تقدير هذا الشيء لأن الحريق لا يتوقف عند حدودنا والكل يعلم أن الأردن معرض له كما هي سورية معرضة له.. نتمنى أن يتعلموا من الدروس التي تعلمناها من مرحلة الإخوان المسلمين.. تلك المرحلة الخطيرة.. نتمنى منهم أن يتعلموا مما تعلمه المسؤولون العراقيون الذين يعون تماما أهمية الاستقرار في سورية.. بغض النظر عن بعض الخلافات التي كانت موجودة بيننا وبينهم في سنوات سابقة.. ولكن نتيجة هذا الوعي ونتيجة الدروس المستفادة تعلموا أن الحريق في سورية لا بد أن ينتقل إلى دول الجوار.. هذا ما نتمناه.
سؤال.. سيادة الرئيس.. الأردن وقطر والسعودية.. معظم دول الخليج.. طبعا نتحدث هنا عن فصيل من لبنان.. هنالك أيضا حكومات في تونس ومصر وليبيا واليمن.. نتحدث عن حكومات هنا ولا نتحدث عن شعوب هل من المعقول أن يكونوا جميعا على خطأ وأنتم على صواب..
هل من المعقول أن يكون 300 مليون عربي على خطأ وبضعة عشرات من المسؤولين على صواب
السيد الرئيس: دعنا نطرح السؤال بطريقة أخرى.. هذه الدول كانت تجتمع ونحن كنا جزءا منها في القمم العربية.. على الأقل منذ أول قمة عربية في عام 2000 على خلفية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.. وبعدها في حرب العراق وبعدها مع طرح مشروع الشرق الأوسط وخارطة الطريق على خلفية انتصار أمريكا بغزو العراق كما كان يسوق في ذلك الوقت.. والقمم على خلفية الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006 وبعدها في 2008 في الحرب على غزة.. في كل هذه المفاصل.. أنت كمواطن عربي وأنت كمواطنة سورية هل كان لديكم الثقة بأي قمة من هذه القمم.. ألم تسمعوا من كل المواطنين العرب كل أنواع الذم لهذه القمم ولنا كمسؤولين عرب نجلس في تلك القاعة.. هذا يجعلنا نسأل سؤالا انطلاقا من سؤالك.. هل من المعقول أن يكون 300 مليون عربي على خطأ وبضعة عشرات من المسؤولين في القاعة على صواب.. هذا يعطينا الجواب بشكل واضح.. النقطة الثانية..هذه الدول التي نتحدث عنها يجب ألا نلومها كثيرا لأنها غير مستقلة.. القرار ليس بيدها.. البعض منها موجود بقوة السيد الأمريكي.. والبعض منها أتى مؤخرا عبر الناتو.. والآخر على كف عفريت وهو يعيش في بلد مضطرب وشعبه غير راض عنه.. فهم بحاجة لشرعية قبل أن يعطونا الشرعية.. كما قلت قبل أيام.. الجامعة العربية كلها بحاجة لشرعية.. ولكن دعنا نضع كل هذا الكلام جانبا ونلقي به في سلة المهملات لسبب بسيط لأن كل هؤلاء لا يعنوننا.. من يحدد إذا كنا على خطأ أو على صواب هو الشعب السوري أنا شخصيا وكل مسؤول سوري مسؤولون أمام الشعب السوري.. فالشعب السوري فقط هو الذي يقول نحن أصبنا أم أخطأنا.. نحن على حق أم على خطأ.. وأي جهة أخرى لا تعنينا.
سؤال.. أيضا إذا ذهبنا من هذه الدول إلى الجوار العراقي.. القاعدة في العراق أعلنت مؤخرا أن جبهة النصرة تابعة لها ..وجبهة النصرة بالمقابل بايعت زعيم القاعدة أيمن الظواهري.. سيادة الرئيس.. من نقاتل في سورية الآن.. نقاتل القاعدة ام جماعات إرهابية مسلحة أم نقاتل مقاتلين معتدلين..
كل من يحمل السلاح ويعتدي على المواطنين هو إرهابي..مصطلح “المقاتلون المعتدلون” هو أسلوب أمريكي للتبرير أمام شعوبهم
السيد الرئيس: كل من يحمل السلاح ويعتدي على المواطنين هو إرهابي.. سواء كان ينتمي للقاعدة أم غيرها.. إذا أردنا أن نقسم الإرهابيين لقاعدة أو غير قاعدة فهذا ممكن وهذه حقيقة.. ولو أن القاعدة هي الطاغية الآن في سورية تحت عنوان جبهة النصرة.. أما مصطلح “المقاتلون المعتدلون” فهو أسلوب أمريكي للتبرير أمام شعوبهم.. حاربت أمريكا طالبان بعد أحداث 2001 وبعد سنوات عديدة اكتشفت أنها لم تحقق أي انجاز في أفغانستان.. فالخسائر الأمريكية كثيرة والكره لأمريكا يزداد والإرهاب ينتشر أكثر في العالم.. لذلك أرادت أن تبرر الحوار مع هذه المجموعات واستخدامها ضد بعضها.. أو ربما لأهداف أخرى سياسية.. فقالت انه هناك طالبان جيد وطالبان سيئ.. الآن يتحدثون عن الإرهابي المعتدل.. لا يوجد إرهابي معتدل.. هو إرهابي.
يسمونه مسلحا.. يسمونه معارضة مسلحة.. هذا المصطلح يقدم لشعوبهم إعلاميا لأنهم ذهبوا بعيدا في تصوير الوضع بأنه صراع بين حاكم ومحكوم مظلوم.. هكذا كانت الصورة.. ظهر الإرهاب ولاحقا ظهرت هوية هذا الإرهاب وهو إرهاب متطرف ولم يتمكن الإعلام الغربي من إخفاء هذه الحقيقة..فبماذا يبررون دعم المعارضة.. بماذا يبررون إرسال أموال وسلاح ودعم لوجستي تحت عناوين مختلفة.. دعم غير قاتل.. مساعدات غير قاتلة.. مساعدات مدنية.. في النهاية لا يمكن تبريرها إلا تحت عنوان “مسلحون معتدلون”.
سؤال.. ولكن قلتم قبل قليل ان القاعدة هي العنصر الغالب في سورية حاليا من حيث العدة والعتاد.. إذا بهذا المعنى الغرب يسلح القاعدة ويمولها.. كيف نفهم ذلك..
السيد الرئيس: الحقيقة أن الغرب دائما يستخدم أي عنصر يظهر في الساحة حتى ولو كان هو ضد هذا العنصر.. والدليل أنهم يحاربون القاعدة في مالي ويدعمونها في سورية ويدعمونها في ليبيا.. نفس المجموعات المتطرفة التي قاتلت في سورية كانت مدعومة في ليبيا وهي نفسها التي تدعم مالي وقاتلوها في مالي.. هذا ما يسمى ازدواجية المعايير وأنا اسميه ثلاثية المعايير ورباعية المعايير.. وإذا كان هناك ألف معيار فلا مانع لديهم.. هم يستخدمون أي ورقة تضر أي بلد لا يرضون عنه.. وبالتالي في حالة سورية هم سعداء بأن تأتي القاعدة.. فهم أولا يتخلصون من هؤلاء العناصر في مناطق مختلفة سواء كانوا يحاربونهم في ليبيا أو في مالي أو في أفغانستان أو في أي مكان.. هذه العناصر تأتي إلى سورية وهذا يخفف الضغط في مناطق أخرى.. من جانب آخر هذا يؤدي إلى التخريب في سورية بغض النظر عمن ينتصر.. انتصرت الدولة أو انتصرت القاعدة أو غيرها.. بالمحصلة سورية ستدفع الثمن وسيكون الثمن غاليا.
الغرب لا يعرف أو ربما يعرف ولا يعي الآن بأن هذا الإرهاب سيعود إليه وقد بدأت الصحافة الغربية تتحدث عن مخاطر عودة هؤلاء
ونحن نرى الآن نتائج التخريب بالنسبة للبنى التحتية وبالنسبة لتخريب الفكر في سورية.. فهذا يعني حتى لو ربحت الدولة فستكون دولة ضعيفة.. هذا ما يهدف إليه الغرب من هذا الدعم.. ولكن بنفس الوقت هذا الغرب لا يعرف أو ربما يعرف ولا يعي الآن بأن هذا الإرهاب سيعود إليه وقد بدأت الصحافة الغربية تتحدث عن مخاطر عودة هؤلاء.
في الحقيقة.. كما مولوا القاعدة في أفغانستان في بدايتها ودفعوا الثمن غاليا لاحقا.. الآن يدعمونها في سورية وفي ليبيا وفي أماكن أخرى ويدفعون الثمن لاحقا في قلب أوروبا وفي قلب الولايات المتحدة.
سؤال.. مصطلح آخر نسمع عنه منذ فترة وهو التدخل الإنساني.
السيد الرئيس: مؤخرا طرح مصطلح التدخل الإنساني ورأينا نماذج عملية لهذا التدخل الإنساني.. رأيناه في وقوف الغرب مع الشعب الفلسطيني منذ ستين عاما ضد الإسرائيليين لصالح الشعب الفلسطيني.. رأينا التدخل الإنساني في فيتنام.. رأيناه في الحرب الكورية.. في الحرب الكورية قرأت عدة أرقام.. في الحد الأدنى قتل ثلاثة ملايين.. وهناك من يقول ان عدد القتلى بالنيران الأميركية تسعة ملايين في كوريا الشمالية وحدها.. ورأيناه في العراق وأنت تعرف أكثر من أي شخص نتائجه.. ورأيناه مؤخرا في ليبيا.. ورأيناه في سورية.. وطرح بالتوازي مع التدخل الإنساني مصطلح آخر الآن وهو المسؤولية الأخلاقية.. أنا أعتقد أن التدخل الإنساني هدفه الوحيد تدمير الإنسان السوري بكل بساطة والمسؤولية الاخلاقية التي يتحدثون عنها مؤخرا هي مسؤولية في سحب الأسس الأخلاقية وفي تدمير الأسس الأخلاقية التي يقوم عليها المجتمع السوري وفي مقدمتها الكرامة والتمسك بالحقوق.. يعني أن نكون شعبا خانعا ونعترف بأنه لا يمكن هزيمة القوى الكبرى.. تكريس هذه الفكرة وتكريس مبدأ الخنوع.. يجب أن نعرف أن هذه المصطلحات تكرس بالنسبة لنا شيئا معاكسا.. أن نقول دائما لا للخنوع ولا للتبعية ولا للاستسلام ولا للانهزام.
سؤال.. سيادة الرئيس.. منذ سنتين ونيف والأزمة مستمرة.. برأيكم ما الذي أطال أمد الأزمة السورية..
السيد الرئيس: عوامل مختلفة.. هناك عوامل خارجية وعوامل داخلية.. العوامل الخارجية تحدثنا عنها.. أما العوامل الداخلية فعندما تقوم بعمل على الساحة المشكلة لابد لك من إجماع وطني.. فلا شك بأنه كان لدينا مشكلة في البداية بإقناع الكثير من السوريين بحقيقة ما يجري.. وأنت تذكر خطابي الاول في مجلس الشعب والانتقادات التي وجهت له.. عم يتحدث.. أي مؤامرة.. كلما حصل شيء تقولون انها مؤامرة.. مع أنني تحدثت عنها بشكل بسيط وقلت في نهاية الخطاب نحن مستعدون للمواجهة.. وقالوا إن القضية قضية عاطفية.. أي انني لو ذهبت إلى درعا لكانت حلت المشكلة.. وقلت للكثيرين في ذلك الوقت ان القضية لم تبدأ بعاطفة لكي تنتهي بعاطفة.. هذا مخطط.. صحيح أن هناك مشاكل وعوامل وثغرات داخلية يبنى عليها..لكن القضية في جوهرها مخطط خارجي.. فكنا أمام مشكلة في إقناعهم بأن ما يحصل في الإعلام الخارجي تزوير وبأن من يقتل المتظاهرين ليست الدولة.. وبأن هناك جهات أخرى تقوم بإطلاق النار على الطرفين من أجل تأجيج المشاعر.. كان من الصعب لاحقا إقناعهم بأن هؤلاء المسلحين ليسوا جيشا حرا.. فهو جيش مرتبط وليس حرا.. يعمل بالأموال ويقتل من خلال الأموال.. كان من الصعب إقناعهم بأن الجزء الأكبر من المظاهرات مدفوع.. انظر إلى المراحل.. عندما ظهرت القاعدة.. كان من الصعب أن نقنع الكثيرين بأن القاعدة دخلت على الخط حتى رأوا كل هذه الأشياء بأعينهم.. مع كل أسف لدينا شرائح ترى الأمور متأخرة عندما يكون الأوان قد فات.. فالإجماع الوطني في كثير من الحالات ضروري.. وهي نقطة مهمة.. كم من الوقت نحتاج حتى نقنعهم بأن الدولة لا تهدم المساجد.. وآخر حادثة في الجامع العمري.. رأينا على اليوتيوب وعلى شاشة التلفزيون كيف قاموا بتفجير المئذنة.. بالنسبة للمجازر.. كل مجزرة كانت توضع برسم الجيش العربي السوري.. مع كل أسف لدينا شريحة كانت تسير بالعكس.. ما خلق قاعدة للفوضى في سورية.. إن لم يكن بالسلاح فبالفكر.. هناك من وقف مع الإرهابيين دون أن يشعر.. أنا لاأتهمه بسوء النية ولكن عن جهل ودون أن يشعر.. بالقلم والفكر والحديث وبالمنطق الخاطئ.. هؤلاء عرقلوا.. البعض منهم أو لأقل الغالبية اكتشفت أنها على خطأ ولكن البعض حتى الآن لم يكتشف الحقيقة.. هذا هو العائق الأكبر.
سؤال.. هذه مقومات استمرار الأزمة سيادة الرئيس.. ولكن ماذا عن مقومات صمود الدولة حتى الآن.. على الرغم من كل هذا التجييش..
لولا هذا الشعب لانهار كل شيء ليس بأسابيع كما سوقوا.. بل بأيام.. فأنا لا أقول صمدت الدولة.. الدولة قوتها من قوة الشعب وضعفها من ضعف الشعب
السيد الرئيس: أنا لا أقول الدولة صمدت.. أقول الشعب صمد.. هذا الشعب العظيم صمد في هذه الحرب عامين.. حتى الشعب نفسه لا يعرف ما هو حجم الهجمة.. كثير من الناس لا يعرفون ما هو حجم الهجمة.. ولكن هو يلامس تداعياتها.. ومع ذلك صمد.. هذا حقيقة.. شعب عظيم.. وهذا يؤكد على جوهر سورية.. ولولا هذا الشعب لانهار كل شيء ليس بأسابيع كما سوقوا.. بل بأيام.. فأنا لا أقول صمدت الدولة.. الدولة قوتها من قوة الشعب وضعفها من ضعف الشعب.. والمقاومة في لبنان انتصرت في 2006 بشعبها قبل مقاتليها.. ولولا الشعب الداعم لها والصامد معها لا يمكن أن تصمد.. وهذا هو الوضع في كل دولة.. وسورية ليست استثناء.
سؤال.. سيادة الرئيس.. تحدثنا عن كل ما هو سياسي وميداني.. لكن دعني أنتقل قليلا إلى الشق الإنساني.. أنتم أب ..ماذا تشرحون لأولادكم عن الحاصل في سورية.. ماذا تقولون لهم…
السيد الرئيس: بالمناسبة.. أنا عندي ثلاثة أبناء وليس خمسة كما يسوق البعض.. بالعودة إلى السؤال.. هذا الموضوع موضوع عام.. وأنا أتشارك فيه كأب مع كل الآباء.. لا شك بأن الأحداث التي مرت بها سورية وتداعياتها وآثارها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وما رأيناه على شاشات التلفزة وما يسمعه الأطفال في المدارس من حوارات ونقاشات تختلف عما اعتادوا عليه قبل الأزمة سيترك تأثيرات خطيرة وسلبية على مستقبل سورية لأنهم سيكونون الجيل المقبل.. وهذا أحد أهداف الهجمة.. وهو كما قلت قبل قليل تدمير الإنسان.. الشيء الأول الذي علينا أن نركز عليه هو أن يخرج هذا الطفل السوري من الأزمة وهو أكثر إيمانا بالله.. لأن أكثر عبارة استخدمت في عمليات التخريب هي “الله أكبر”.. كيف يمكن أن نشرح لهذا الطفل بأنه لا يوجد أي ربط بين عبارة “الله أكبر” وبين مطلق الشر وهو قتل إنسان بريء.. هذا الموضوع لن يكون سهلا.. علينا أن نشرح لهم كم تعني هذه الكلمة من خير ومحبة ووحدة وطنية.. وكل الخير المطلق فيها.. يجب أن يفهم الطفل هذه النقطة.. لأنه انطلاقا من هذا الإيمان عندها يمكن أن ننطلق للإيمان الآخر وهو الإيمان بالوطن وبقوة الوطن ووحدة الوطن.. وإذا آمن بالله والوطن يكون إيمانه بنفسه صلبا ومتمكنا.. عندها نطمئن لسورية.. أنا أعتقد أن المسؤولية تأتي في هذا الإطار إذا أردنا أن نحافظ على وطننا وأن نعمل على الأطفال فلأننا نحن أمام جيل تشرب الكثير من المفاهيم الخاطئة والسيئة والشريرة.
سؤال.. كم تبدو متفائلا في نهاية المطاف سيادة الرئيس..
إن لم ننتصر فسورية تنتهي.. ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة لأي مواطن في سورية
السيد الرئيس: لو لم يكن هناك تفاؤل في سورية بشكل عام وخاصة من يضعون أرواحهم.. كما نقول بالعامية.. على أكفهم ويقاتلون من أجل أن نحيا جميعا.. لو لم يكن هناك تفاؤل لما قاتلنا بالأساس ولما صمدنا كسوريين.. ولكن هذا التفاؤل نستمده كمسؤولين وكدولة من الشعب.. وأستمده أنا شخصيا باللقاء مع المواطنين.. ولكن بشكل خاص من عائلات الشهداء.. هذه العائلات جبارة.. جبارة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. عندما تجلسين مع أم أو أب واخوة وأبناء ويقولون قدمنا الشهيد الأول ومستعدون لأن نقدم الثاني والثالث والرابع.. هذه وطنية لا حدود لها.. هذا ما يدفعنا للتفاؤل.. ولا يوجد خيار أمامنا سوى الانتصار.. إن لم ننتصر فسورية تنتهي.. ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة لأي مواطن في سورية.
المذيع.. شكرا جزيلا.
السيد الرئيس: أنا أيضا أريد أن أشكركم مرة أخرى وأحيي كل العاملين في قناة الإخبارية السورية وأنقل عبركم التحية لكل مواطن سوري في هذه المناسبة الغالية والجامعة.. مناسبة عيد الجلاء.. التي أتمنى إن شاء الله أن تأتي في العام القادم وتكون سورية قد تجاوزت أزمتها وضمدت جراحها.
سانا

 
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog

Why Syria?

لمـــــــــــاذا سوريــــــــــا

‏الأربعاء‏، 17‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

سمير الفزاع

لكل معركة نتائجها ، وهذه النتائج لا تتوقف عند عدد القتلى والجرحى والمعاقين والفارين ، ولا عند الأليات المدمرة والمرافق التي تعطلت ، ولا عند أنماط الحياة التي تبدلت … . لكل حرب نتائجها التي تتجاوز الإطار المكاني والزماني الذي إندلعت فيه ، فقد تمتد نتائج معركة لعقود أو لقرون ، وقد تشمل نتائج معركة وقعت في منطقة جغرافية ما ، إقليم بأكمله أو العالم بكليته . لذلك يجب تتبع تأثير خيوط الزمن التي نشأت في ميدان المعركة والتي قد تتطاول لفترة طويلة جداً من الوقت ، ويجب متابعة إرتدادات القذائف والصواريخ والغارات والدماء … لندرك إلى أي مدى جغرافي إمتدت ، وعلى أي نحو زماني تموضعت . لا وجود لحرب عبثية ، بلا أي هدف وبدون أية نتائج . الحرب تعبير عنيف عن إرادة سياسية ، وهذه الإرادة السياسة قد تكون في وضع مريح فتكون الحرب توسّعاً ، وقد تكون مأزومة فيكون الدافع من وراء الحرب الخروج من الأزمة ، وإزالة الإنسداد من الأفق . بناءاً على ما تقدم ، أي نوع من الحروب هو الذي يشنّ على سوريا اليوم ؟ أهي حرب المرتاح أم المأزوم ؟ بعيداً عن فوضى الكلام وتطاير المفاهيم ، وبعيداً عن الحرب الدعائية والإعلاميّة ، وبعيداً عن جُبن وترف وعمالة الكثير ممن يدّعون المعارضة اليوم … . سأحاول أن أقدم هنا رؤية إستراتيجيّة لهذه الحرب منطلقاً من فرضية مفادها ” إن الولايات المتحدة الأميركية تعيش جملة من المشكلات الكبرى ، سياسيّا وإقتصاديّاً وعسكريّاً وأمنيّاً وإجتماعيّاً وبنويّاً … وأن هذه المشكلات مجتمعة أصبحت اليوم تُشكل تهديد جدي وعميق لمصير ومستقبل هذه الدولة الإمبراطوريّة . وأن مخرجها المرحلي الوحيد من هذا المأزق التاريخي ، هو إنجاز المزيد من السيطرة على مكامن الطاقة ومراحل تصنيعها وطرق نقلها وإدارة نواتجها وفوائضها المالية … ، والقبض بشدة على المزيد من مفاتيح الجغرافيا . حتى تتمكن من تحويل ذلك كلّه الى رصيد من السيطرة والهيمنة والتفرد من جهة ، ومعالجة جملة المشاكل التي ذكرتها سابقاً من جهة أخرى ” .

لماذا سوريا ؟

إذا بحثت عن قلب العالم ستجده في المشرق العربي ، وإذا أردت وصفاً دقيقاً لعقدة المواصلات التجارية والعسكرية وأهم الممرات المائية والبريّة فأنظر الى خريطة المشرق العربي ، وإذا بحثت عن نصف طاقة العالم المؤكدة فسوف تجدها في المشرق العربي ، وإذا فتشت عن أعرق الحضارات وأكثرها تأثيراً في مسيرة الكون التاريخية لن تجدها إلا في المشرق العربي ، وإذا تتبعت مهبط الوحي وحيث يزدحم الأنبياء والرسل فسوف تصل حتماً إلى المشرق العربي ، وإذا أردت التعرف إلى أغرب كيان في تاريخ البشرية ” كيان العدو الصهيوني ” فلن تجده إلا في المشرق العربي … . وأين سوريا من هذا المشرق ؟ سؤال يحمل في طياته الإجابة الكاملة على هذا السؤال ، وعلى السؤال السابق لماذا سوريا ؟ . إذا ما سأقدمه لاحقاً هو بعض الإجابة عن السؤالين السابقين .

* إختار قراء موقع الشبكة الإخبارية الأميركية ” cnn ” باللغة العربية السيد الرئيس بشار الأسد ليكون شخصية عام 2009 بنسبة 67 % وذلك بحصوله على 20687 صوتاً من أصل 30679 صوتاً الذين شاركوا في عملية الاستفتاء ، ” بعد تنافس دراماتيكي شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص ، وشهدت أيامه الأخيرة تقلبات محمومة في النتائج ، التي كانت تميل في البدء لصالح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ” .

قال موقع ” cnn ” في معرض تحليله لنتائج الاستفتاء : إن الرئيس الأسد كان أحد أبرز الوجوه السياسية إقليمياً ودولياً خلال الفترة الماضية ، مُرجعاً اختياره شخصية عام 2009 إلى نجاحه في مواجهة الضغوط التي استهدفت سوريا منذ العام 2005 ، وتوطيد علاقات سورية مع الدول العربية والأوروبية ، إضافة إلى العلاقات المتميزة مع الدول الإقليمية بما فيها إيران وتركيا . وتطورت العلاقات السورية ـ اللبنانية بشكل لافت ، وكان الأسد نجم ” قمة الدوحة الطارئة ” أثناء العدوان الصهيوني على غزة والتي اتخذت قرارات من أجل نصرة غزة ودعم الشعب الفلسطيني ، كما كان الطرف الأبرز في المصالحة العربية التي أطلقت في قمة الكويت في كانون الثاني 2009 ، والقمة الرباعية التي عقدت في شهر آذار 2009 في الرياض بمشاركة الرئيس الأسد وقادة السعودية والكويت ومصر ، وكان الضيف الأبرز لباريس خلال زيارته إليها في منتصف تشرين الثاني من ذات العام ، وقدم خلال هذا العام ” 2009 ” رؤيته الأهم والأخطر سياسيّاً وإقتصادييّاً ، وهي فكرة البحار الأربعة التي تناول فيها ربط بحار : ” الأسود وقزوين والخليج العربي وحتى البحر الأحمر بالمتوسط ” . وفي العام 2010 وفي الأسبوع الأخير من شهر شباط عقد الرئيس بشار حافظ الأسد قمّته الأكثر تحديّاً وإيحاءاً ، والتي إستضاف فيها الرئيس أحمدي نجاد والسيد حسن نصر الله . لقد كان واضحاً جداً أن هذا الرجل بات خطراً لا يحتمل التأجيل ، وتحدي لا يمكن الصبر عليه طويلاً ، لأن سياق سلوكه وسياسته أصبحت تهدد الكثيرين في العمق . وزاد من خطورة الرئيس بشار حافظ الأسد الثروات الهائلة من النفط والغاز التي كشف النقاب عنها في العام 2007 قبالة السواحل السورية ، والتي تقدر مداخيلها ما بين ” 45 – 50 ” مليار سنويّاً . هل يمكن لأحد أن يتخيل إلى أي مدى سيذهب هذا الرجل مع هذه الثروة الطائلة ؟ هل يمكن الصبر عليه حتى تصبح هذه الثروة حقيقة واقعة في خزائن الدولة السوريّة ؟ ما هي المبالغ التي ستذهب إلى الجيش العربي السوري تسليحاً وتطويراً ؟ وأي أهداف ستكون لهذا الجيش ؟ إن الإجابة عن كل سؤال من هذه الأسئلة وغيرها الكثير كفيل بأن يجعل المستقبل أسود وقاتم لأعداء سوريا وخصومها .

* سوريا بحدّ ذاتها هدف غال لكل من يفكر ” بالقبض ” على المشرق العربي ، ولكل من يسعى للإمساك بقلب وعقل هذا المشرق . يوماً قال جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس “دوايت أيزنهاور” : إنّ سوريا موقع حاكم في الشرق الأدنى . إنها أكبر حاملة طائرات ثابتة على الأرض في هذا الموقع الذي هو نقطة التوازن تماماً في الإستراتيجية العالمية … وهذا موقع لا يجازف به أحد … ولا يلعب فيه طرف ” . من إمتلكها إمتلك مفاتيح المشرق ، وسيطر على العصب الذي يصل المشرق بإوروبا ، وكانت له الكلمة الفصل في تدفق الغاز والنفط من شرايين المشرق إلى مستهلكيه في أوروبا وأمريكا بأقرب الطرق وأيسرها ، من سواحل المتوسط إلى مستهلكية مباشرة . وزاد في أهميّة هذه الأرض الإمكانات النفطيّة والغازيّة الهائلة التي إكتشفت على سواحلها فيما بات يعرف بـإسم ” الجرف الشامي ” .

* الجمهورية العربيّة السورية خاضت في العام 1973 الحرب الأهم في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بشراكة كاملة مع الجيش العربي المصري ، وعدد من الوحدات العربية المقاتلة الأخرى . ولكنه بقي وحيداً في ساحة المعركة لشهرين تقريباً بعد أن ” باع ” انور السادات هذه الحرب لهنري كيسنجر ، مقابل إتفاقيّة سلام مهينة ما زالت تتكشف فصولها السريّة التي قيّدت مصر وأسلمتها كاملة لأمريكا وكيان العدو . حتى وصل الأمر بأحد المسؤلين المصريين أن يقول حرفيّاً قبل ثلاثة أعوام تقريبا ” إن رئيس مصر يجب أن ترضى عنه أمريكا ولا تعارضه ” إسرائيل ” . وبعد أربعين عاماً ” 1973 – 2013 ” ، ها هو الجيش العربي السوري يخوض الحرب وحيداً منذ ثلاثة أعوام ، ضد هذا الغزو الجديد المسمى ” ربيعاً عربيّاً ” . وهو مصمم على النصر ، وسيكون لصموده وإنتصاره آثاراً تفوق بأضعاف نصر تشرين . لم ينسى أعداء هذا الجيش تشرين ، وبكل تأكيد سيكون لنصره 2013 تداعيات ستعلق بذاكرتهم ووجدانهم وتفاصيل حياتهم طويلاً جداً جداً .

* إن أهم عقبة أمام تصفية القضية الفلسطينية نهائياً ، والدخول إلى مرحلة التطبيع الشامل بين الكيان الصهيوني وعرب الإعتلال هي سوريا . لا يحتاج الأمر أكثر من نظرة سريعة لقادة هذه الأمة ، وإسترجاع بسيط لعدد بسيط جداً من التصريحات والمواقف العلنية التي تدعو إلى هذه ” الصفقة ” . وما حدث في قمّة الدوحة – مؤخراً – مشهد مكثف بصورة مذهلة لهذه الثنائية ، هجوم على سوريا ورغبة دفينة لمحوها عن الوجود بصورتها الحاليّة ، والدعوة لإرساء السلام مع كيان العدو الصهيوني .

* إن الدولة العربيّة التي تمنع بقية الدول العربيّة من الدوران بشكل مطلق في الفلك الأميركي هي سوريا . ولولا سوريا لعدنا إلى مرحلة المندوب السامي البريطاني ، الذي كان يُدير من القاهرة ثلثي الوطن العربي . فيخلق دولاً وينهي وجود أخرى ، ويبدع أنظمة ويسقط أخرى … . قد يقول قائل ، إن ما نراه في هذه الدول اليوم هو شبيه جداً بما كانت عليه بالأمس ، أقول ما كان بالأمس هو إستعمار المرتاح وأمّا ما كنّا سنراه مع الأمريكي – بدون صمود سوريا ومقومتها – هو إستعمار المضطر والمأزوم ، والفرق بينهما كبر جداً جداً . بشكل مبسط ، إنه الفرق بين من يسرق على مهل ، وبين من يسرق بنَهَم وتوتر ، سيقوم هذا الأخير بكل ما هو معقول وما هو غير معقول ليعالج نهمه وينهي توتره ، ولنا في أمّة الهنود الحمر خير مثال لتوضيح المعنى . ستكون سوريا هذه بصبرها وصمودها وإنتصارها ، هي الرافعة الحقيقيّة لخلق واقع عربي جديد مختلف بكل تأكيد عمّا نراه اليوم في وطننا العربي .
 
* إن الغاية من وراء مشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي دُشن بنسخته الدموية في العام 2003 بإحتلال عاصمة الرشيد – بغداد – هو تجديد شباب أمريكا . بضخ المزيد من الدماء الجديدة في عروقها التي بدأت تجف ، وبعث الحياة في جلدها الذي بدأ بالتشقق . فقد أصبح بديهي أن دماء أمريكا لا تتجدد إلا بإراقة المزيد من دماء الشعوب والأمم وضخها إلى البدن الإمبراطوري المترامي . فلو تمكنت أمريكا من ” بلع ” العراق بما يمثله من حاضرة تاريخيّة ، وطاقات لا تنضب من النفط ، وتمكنت من ” تجدين ” سوريا ، وإرساء خططها النفطيّة والغازية والمائيّة والسياسيّة … لكان ذلك سبباً أكيداً في إطالة عمر أمريكا كقوة وحيدة ومتسيدة لكل العالم لخمسين عاماً أخرى على الأقل . لكن مقاومة الشعب العراقي العظيم بكل فصائله الشريفة ، والدعم السوري الكبير الذي تلقته معظم هذه الفصائل ، والحرب المفتوحة التي خاضتها سوريا ضد هذا المشروع … . إنتهت أخيراً إلى هزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد – بنسخته العنفية – وتوجت هذه الهزمة بالإنسحاب الأمريكي المذلّ تحت جنح الظلام من العراق الحبيب .

* في النسخة المحدثة للشرق الأوسط الجديد – الربيع العربي – كان من المفروض أن يقفز عدد الأقطار العربيّة إلى الضعف ، ويتكاثر عدد الملوك والرؤساء والشيوخ بعدد الطوائف والمذاهب والأديان والقوميات … . مع الحفاظ على ثابتين أساسيين : تدفق دائم وسلس للنفط والغاز . وليبيا التي يقاتل الكل فيها الكل مع إنتظام دقيق لتدفق الغاز والنفط إلى مستهلكيه الغربيين مثال صارخ على هذا الثابت . والثابت الآخر هو سلامة كيان العدو الصهيوني . هل عاد هناك من يتحدث عن جرائمه اليوميّة ؟ من نهب للأرض ، وتهجير للناس ، وحرق المحاصيل والمزروعات ، ومصادرة الأراضي ، وبناء المستوطنات ، وحرمان ألآف البشر من حريتهم خلف القضبان وكثير منهم محبوس بلا تهمة أو تحقيق ، وحصار مستمر لمليون ونصف المليون مواطن في قطاع غزة منذ سنوات … . سقوط سوريا كان يعني سقوط الحاجز الأهم والأخير لإنطلاق هذا المشروع المجنون . ولكن سوريا وحدها وقفت في وجه هذا المشروع الأخبث والأخطر ، ومرة أخرى تكون سوريا سبباً في تعميق جراح أمريكا ، وزيادة نزفها ، وسقوط مشاريعها .

تلك رؤية لا تغيب عن عقلي ووجداني ، وتفسر لي الكثير الكثير من الأسباب التي تجعل من الحرب على سوريا أمراً حتميّاً ودائماً بأشكالها المتعددة ، فقد تأخذ شكلاً عسكريّاً أو أمنيّاً أو إقتصاديّاً أو سياسيّاً أو دبلوماسيّاً أو إعلاميّاً … وقد تكون خليطاً من ذلك كلّه كما يجري اليوم . وتلك الأسباب عينها التي تجعلني على يقين بأن نصر سوريا محتم . ربما هي طبيعتي الحالمة ، ولكن من يقول إن الواقع قد يحيى ويتطور بلا حلم ؟! 

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

Muslim Brotherhood capo blames America’ (& allies) conspiracy for Boston bombings

Via FLC

“… In English, the Brotherhood’s political party released a statement “categorically reject[ing] as intolerable the bombings committed in the U.S. city of Boston,” and “offer[ing] heartfelt sympathies and solemn condolences to the American people and the families of the victims.”In Arabic, senior Brotherhood leader and the vice chairman of the group’s political party Essam el-Erian took a different tack. In a post on his Facebook page, he condemned the Boston attack — but also linked it to the French war in Mali, the destruction in Syria and Iraq, and faltering rapprochement between the Turkish government and Kurdish rebels.
El-Erian is making the case that all of these setbacks — from Boston to Baghdad — are somehow connected. “Who disturbed democratic transformations, despite the difficult transition from despotism, corruption, poverty, hatred, and intolerance to freedom, justice tolerance, development, human dignity, and social justice?” he asked. “Who planted Islamophobia through research, the press, and the media? Who funded the violence?”…”

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

USA may use Boston bomb excuse to unleash fresh armed conflict

Boston attacks may prompt US to unleash fresh armed conflict – researcher

США Бостон Бостонский марафон Бостон взрыв Бостон полиция Бостон жертвы Бостон Boston

Following the twin blasts in Boston on Monday, the US may resort to a policy of double standards and unleash a new armed conflict to punish terrorists even to its own detriment. This came in an interview with the Voice of Russia by the Head of the Lebanon-based Centre for Strategic Studies, Imad Rizk.

 He says he is certain that the US sees the Boston blasts as a disaster, while it takes by far crueler acts of terror, like those in Iraq, as something perfectly normal.
 
 According to Imad Rizk, the US has created some cliché’d picture of eternal prosperity inside the country. Therefore both the US and many other countries see a terrorist attack on US territory as something altogether impossible. Meanwhile, a great number of world nations have suffered at the US hands, the researcher points out.
 
 The expert says he is sure that no terrorist attacks anywhere in the world should ever take place, since the killing of civilians can never be justified, wherever this takes place. But nor should one pursue an overt double-standard policy, since those who die in terrorist attacks cannot be divided into first-rate or second-rate people, depending on the country that has been struck by terror attacks, Rizk said.
 Voice of Russia

  

 All of those killed in the terrorist attack in Boston have been identified. According to a spokesman for the Chinese Consulate General in New York, among them was a Chinese student, who reportedly studied at Boston University. Her relatives asked that her name and age not be revealed.
 The status of another Chinese national who was among the victims of the explosion is now listed as stable.
 
 In all the explosions near the finish line of the famous Boston Marathon killed three people. In addition to the Chinese student, eight-year-old Martin Richard and 29-year-old Crystal Campbell were also killed. More than 183 people were injured with at least 13 of them having to have surgery to amputate limbs.
 
 The explosions in Boston were the first terrorist attack in the U.S. since September 11, 2001.
 
 
 The explosions in Boston may be related to U.S. support for the French military operation in Mali, said Essam Elerian the vice-president of the Egyptian Freedom and Justice Party which was created by the Muslim Brotherhood.
 
 According to media reports, the U.S. supported the French military contingent in Mali by providing transport, communications and intelligence support.
 
 “It all started with the dispatch of the French battalion to Mali to fight with organizations that, are supposedly a part of “Al-Qaeda” said the politician on his Facebook page with regards to the events in Boston. He wrote in Arabic with translations provided by the English-language website of TV channel Al-Arabia.
 
 Elerian also expressed his condolences to the families of those killed and injured in the attack.
 The Freedom and Justice Party was created by the Muslim Brotherhood after the Egyptian revolution in the spring of 2011.
 
 In the summer of 2012 Mohamed Morsi, the leader of the Muslim Brotherhood, was chosen as the new head of state.
 
 The crisis in Mali began nearly a year ago and was the result of the overthrow of Muammar Gaddafi in neighboring Libya.
 
 An exodus from Libya of Tuareg tribes, who had enjoyed the patronage of former Libyan leader, led to the formation of a separatist war and in April 2012, the self-proclaimed state of Azavad took over almost all of northern Mali.
 
 In January, gunmen from the group began attacking government forces and their positions in the center of Mali.
 
 The French military arrived to help the Malian troops on January 10, 2013.
 
 
 President Barack Obama will visit Boston on Thursday, three days after a pair of deadly bombings at the Boston Marathon.
 
 Massachusetts Gov. Deval Patrick says Obama will be attending an interfaith service.
 Obama has canceled a trip planned for Friday to Kansas, the White House said.
 
 Three people were killed at the marathon’s finish line, including an 8-year-old boy. More than 870 were wounded.
 
 Hours after the explosions, Obama vowed that those responsible would be brought to justice. In remarks on Tuesday, he called the bombings an act of terrorism but said investigators still don’t know who carried them out.
 
 He also said the American people refuse to be terrorized.
 
 Obama has traveled four times to cities reeling from mass violence, but all of the previous trips followed shooting incidents. The most recent was in December after the schoolhouse shooting in Newtown, Conn.
 
 Police recover fragments of bag thought to have held Boston bomb
 
 Police investigating the deadly blasts at the Boston Marathon said on Tuesday they had recovered fragments of black nylon that may been from a bag used to conceal one or both of the bombs detonated at the race, the FBI official leading the probe said.
 
 FBI Special Agent in Charge Richard DesLauriers said investigators also had recovered fragments of BBs and nails from the scene of Monday’s back-to-back explosions, which killed three people and wounded more than 180 others. The devices may have been constructed from pressure cookers, he said.
 
 Separately, President Barack Obama will come to Boston on Thursday to attend a memorial service for the blast victims, Massachusetts Governor Deval Patrick said.
 
 
 Eleven Boston-area hospitals treated 183 injured patients – 23 of whom were at one point in critical condition and 40 of whom were in serious – hospital officials told CNN.
 
 Nine children were among them. At least 51 had gone home as of Tuesday afternoon, according to a CNN tally.
 
 There are no citizens of Russia and the CIS countries among the victims of the bombings in the U.S. city of Boston, Massachusetts. This was reported by the U.S. State Department’s Special Representative Mark Pora.
 

مَن هاجم الأميركيّين في بوسطن… وكيف ستردّ واشنطن على الإنفجارين؟

 
الأربعاء‏، 17‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

منذ لحظة حصول التفجيرين في ولاية بوسطن الأميركيّة، واللذين أوقعا 3 قتلى و144 جريحاً، كثرت التحاليل بشأن الجهّة المنفّذة، والأهداف المنشودة، وطبيعة الردّ الأميركي… فما الجديد على مستوى هذه المحاور الثلاثة؟
بالنسبة إلى الجهة المنفّذة، يبدو أنّ “الأفكار المُسبقة” التي تسيطر على العقل الأميركي” تقوده سريعاً إلى إستنتاجات غير مبنيّة على معطيات حسّية. وفي هذا السياق، وفور وقوع إنفجاري بوسطن، تمّ التحقيق مع شخص سعودي أصيب في رجله، بحجّة أنّه كان قريباً جداً من موقع التفجير إلى درجة إصابته بجرح في رجله، وأنّه ركض مسرعاً بعيداً عنه بعد حصوله! كما جرى أيضاً تعميم أوصاف رجل داكن البشرة، وربّما أسود كما جاء في بلاغ البحث والتحرّي، بحجّة أنّه حاول الدخول إلى منطقة محظورة على الجمهور قبل خمس دقائق من وقوع الإنفجارين! وتبيّن بعد التحقيق في الحالين، أنّ لا علاقة لهذين الشخصين بالحادث.


وحتى لحظة إعداد هذا المقال، كانت المعطيات لدى المحقّقين الأميركيّين هي الآتية:

أولاً: إنّ إعتماد أسلوب التفجير المتزامن يُذكّر بعمليات إرهابية مشابهة وقعت في أكثر من دولة غربيّة، ويَنفي صفة العمل الفردي عن الهجوم، ويؤكّد تورّط مجموعة منفّذة.


ثانياً: إنّ إختيار الأهداف بدقّة، لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، بالتزامن مع إحداث بلبلة إعلامية واسعة وخضّة معنوية مؤثّرة، يدلّ على فِكرٍ مُحترف وعلى حُسن التخطيط والتنفيذ.


وما سبق يقود وجهة التحقيق نحو جماعات “إرهابيّة” من خارج الحدود. لكن في المقابل، تُوجد معطيات عدّة تقود وجهة التحقيق نحو جماعات من المتطرّفين الأميركيّين، وأبرزها:

 

أولاً: إنّ المرحلة الأخيرة من سباق الماراتون، وطولها 26,2 كلم. كانت مخصّصة لذكرى ضحايا مجزرة مدرسة “نيوتاون” (سقط فيها 26 قتيلاً، عندما فتح شاب مسلّح النار عليهم قبل أن ينتحر، وذلك في 16 كانون الأول 2012). وبالتالي، قد يكون المنفّذون من أصدقاء منفّذ عمليّة “نيوتاون”، أو ممن يعانون من النَقمة نفسها على المجتمع الأميركي.

 

ثانياً: إنّ تنفيذ العمليّة في تاريخ 15 نيسان، والذي هو اليوم الأخير لدفع الضرائب المستحقة للدولة من قبل عامة الشعب، قد يكون يحمل رسالة دمويّة إعتراضيّة من متشدّدين يرفضون النظام الإقتصادي الأميركي.

 

ثالثاً: إنّ شهر نيسان شهد أكثر من مجزرة في الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الماضية، ومنها مجزرة كولومبيين في ولاية كولورادو في نيسان 1999، عندما أطلق فتيان النار داخل مدرستهما فقتلا 12 تلميذاً ومدرّساً ثم إنتحرا. وفي نيسان 2007، قتل طالب أميركي في الثالثة والعشرين من عمره 32 شخصاً قبل أن ينتحر أيضاً، وذلك في مسكن الطلاب في معهد فيرجينيا للعلوم. وقد يكون منفّذو العملية الجديدة متأثّرين بهذه الأحداث، ويرغبون بجعلها بمثابة جرائم متسلسلة.

 

رابعاً: إنّ العبوات المستخدمة مصنّعة بشكل يدوي، من دون إستخدام لمواد شديدة الإنفجار، ومنها C4 على سبيل المثال، كما أنّها من الحجم الصغير. وبالتالي، لو كان وراء الهجوم جهات “إرهابيّة” محترفة، لكانت إستخدمت عبوات أكبر حجماً وأكثر فتكاً.

بالنسبة إلى الأهداف المنشودة، وبغض النظر عن الجهة المنفّذة، فالأكيد أنّ الضجّة الإعلامية التي أحدثها الإعتداء الجرمي تفوق بهولها عدد الذين قُتلوا أو أصيبوا نسبة لإعتداءات مشابهة، ومنها على سبيل المثال تفجيرات إسبانيا (إستهدفت محطة قطارات في 11 آذار 2004، وأوقعت 191 قتيلاً) وبريطانيا (إستهدفت باصات عامة ومترو الأنفاق في تموز 2005، وأوقعت أكثر من 50 قتيلاً)، إلخ. وإذا كان من الطبيعي أن تختار الجهة المنفّذة موقعاً يحتشد فيه الناس، لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، فإنّ اللافت والأهمّ أنّ الجهة المنفّذة إختارت موقعاً يحتشد فيه المصوّرون وممثّلو وسائل الإعلام، لتأمين التغطية الإعلامية السريعة، والتي تزيد من حجم المأساة، كونها تنقل خوف الناس وحال الرعب بشكل شبه مباشر. وبالتالي، الهدف المعنوي المحقّق، لجهة ضرب قبضة الأمن، وشعور الأمان والإستقرار، وجعل الجميع يشعر أنّه يمكن أن يُستهدف في أي وقت وفي أي مكان، كان في أعلى لائحة المنفّذين.
بالنسبة إلى الردّ الأميركي المتوقّع، فهو يختلف تبعاً لما ستكشفه التحقيقات. فإذا كان المنفّذون من المتطرّفين الأميركيّين، فإنّ الأمور ستتجه نحو مزيد من التشدّد بالنسبة إلى الأسلحة والذخائر التي يمكن للمواطنين الأميركيّين الحصول عليها، في ظلّ تنامي ظاهرة إطلاق النار على الأبرياء العزّل، وفي ظلّ الإبتكار في الأساليب الإجرامية، على الرغم من كل الإجراءات المتخذة. أما في حال ثبت ضلوع جهة أو جهات خارجيّة في الحادث، فبطبيعة الحال سيكون هناك تشدّد في شروط الحصول على التأشيرات السياحيّة وطلبات الهجرة، إضافة إلى ردّ عسكري من قبل الجيش الأميركي. لكن أصلاً، الولايات المتحدة الأميركية ليست بحاجة إلى ذرائع لتنفيذ هجمات على أهداف محدّدة من قبلها، حيث أنّ طائراتها من دون طيّار تقصف بشكل دوريّ أهدافاً في اليمن وباكستان وأفغانستان وغيرها من الدول. وبالتالي، عمليّة بوسطن لن تقدّم أيّ جديد، لضرب عناصر مسلّحة بتهمة الإنتماء إلى “تنظيمات إرهابيّة”. كما أنّ عمليّة بوسطن ليست بالضخامة التي تسمح لواشنطن بشنّ حرب كبيرة على دولة ما، كما حصل عندما هاجمت أفغانستان إثر أحداث “11 أيلول” 2001 والتي إتهمت فيها القاعدة” وحُماتها من حركة “طالبان” آنذاك.

وفي كلّ الأحوال، تقوم الأجهزة الأميركية المعنيّة حالياً بتحليل المواد التي إستخدمت في تفجيري بوسطن، وبدراسة المكالمات الهاتفية في المنطقة، وخصوصاً بالكشف على مختلف أفلام كاميرات المراقبة في مكان التفجيرين. وهي طلبت من كل مواطن يملك أي صور ثابتة أو متحركة للمكان المستهدف، قبل الإنفجارين وخلالهما وبعدهما، بتسليم نسخة عنها للشرطة. وبالتالي، قد تظهر الحقيقة كاملة قريباً، إلا إذا جرى تعمّد إخفائها لهدف في نفس يعقوب
 

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

Democracy or Conspiracy ?

Daniel Mabsout,

529557_483506615038610_1395267264_n[1]

One of the major voters of the Venezuelan presidential elections was definitely the US of A . 120 thousand Venezuelans were flown from Miami, Florida to Venezuela on the day of the elections on special convoys in order to vote in favor of Radonsky Capriles who is not the candidate of the opposition but rather the candidate of USA and Israel..Capriles is the person known to have shared actively in the US arranged military coup that sought to depose Chavez in year 2002, not to mention that the person who organized his electoral campaign is a pro Zionist who organized previously the electoral campaigns of Columbian president Uribe, the US puppet who fought president Chavez during all his rule and used to send death squads to Venezuela in order to destabilize the country and threaten its security. Chavez had taken some precautions during the last elections and had closed the borders with Columbia from where 190 thousand voters were supposed to come .

The percentage of the Venezuelans who voted this time was not as high since it remained within the 70% limits and did not reach the usual 80%. Most of those of Arab origins supported Maduro and voted for him, especially Palestinians who had found in Venezuela the homeland that they could not find in many Arab countries. Great pressures though are expected to be exerted on Maduro in order to change his position regarding Israel but this is not likely to happen. It is worthwhile saying that the Israeli embassy in Venezuela is still closed after the Israeli war on Lebanon and Gaza and after President Chavez said that Israel should be prosecuted as world criminal and tried by the International Court for the genocide of Palestinian people .

Many difficulties are awaiting president Maduro who will not compromise nor sway from the Revolutionary path . Imagine what conspiracies and plots the US of A is preparing for Venezuela helped by the Zionist state , from instability to economic pressures to insecurity and direct threats. There is nothing the US of A will not try in order to put term to the revolutionary process because there is nothing the US fears more than having a country striving for social justice, and seeking unity , solidarity and independence . This is a crime that Uncle Sam cannot forgive and the US relied on the eventual victory of US puppet Capriles to change the course of things and bring Venezuela back to US control and do away with the achievements of the Revolution but Venezuelans chose otherwise and their will is to be respected .

**photo: Capriles climbing the wall of the Cuban Embassy in Caracas during the military coup he supported in 2002.

http://www.4thmedia.org/2012/10/10/a-chavez-victory-a-platform-for-rectification-of-a-basically-progressive-social-agenda-and-continuation-of-anti-imperialist-foreign-policy/

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

Syria then & now: Same MO- Different names!

FLC

 ‘Nasser & al Sarraj: February 1958’

[The Guardian] “… Nearly 50 years before the war in Iraq, Britain and America sought a secretive “regime change” in another Arab country they accused of spreading terror and threatening the west’s oil supplies, by planning the invasion of Syria and the assassination of leading figures.Newly discovered documents show how in 1957 Harold Macmillan and President Dwight Eisenhower approved a CIA-MI6 plan to stage fake border incidents as an excuse for an invasion by Syria’s pro-western neighbours, and then to “eliminate” the most influential triumvirate in Damascus.The plans, frighteningly frank in their discussion, were discovered in the private papers of Duncan Sandys, Mr Macmillan’s defence secretary, by Matthew Jones, a reader in international history at Royal Holloway, University of London. 

Although historians know that intelligence services had sought to topple the Syrian regime in the autumn of 1957, this is the first time any document has been found showing that the assassination of three leading figures was at the heart of the scheme. In the document drawn up by a top secret and high-level working group that met in Washington in September 1957, Mr Macmillan and President Eisenhower were left in no doubt about the need to assassinate the top men in Damascus. 

Part of the “preferred plan” reads: “In order to facilitate the action of liberative forces, reduce the capabilities of the Syrian regime to organise and direct its military actions, to hold losses and destruction to a minimum, and to bring about desired results in the shortest possible time, a special effort should be made to eliminate certain key individuals. Their removal should be accomplished early in the course of the uprising and intervention and in the light of circumstances existing at the time.” 

The document, approved by London and Washington, named three men: Abd al-Hamid Sarraj, head of Syrian military intelligence; Afif al-Bizri, chief of the Syrian general staff; and Khalid Bakdash, leader of the Syrian Communist party...”

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

War in Syria .. Ghosts against ghosts

الحرب في سوريــة .. أشبــاح ضـــد الأشبــاح


‏الأحد‏، 14‏ نيسان‏، 2013


أوقات الشام

أحمد الشرقاوي

لعبة الظلال والمرايا

خلال دردشة ودية على فنجان قهوة، سألني صديق يعمل دبلوماسيا في إحدى الدول الأوروبية عن رأيي فيما يجري في سورية.. فأجبت محاولا أن أتخذ موقف الحياد الإيجابي: “بسبب تسارع الأحداث وتعقيداتها وزحمة الأخبار وتحليلاتها اختلط علينا الأمر ولم نعد نعرف الحابل من النابل”. قال: “هل قرأت مسرحية “الشيطان و الله” (Le Diable et le Bon Dieu) لجون بول سارتر؟” قلت: “نعم”. قال: “وما رأيك؟”. قلت: “إنه الصراع الأزلي بين الخير والشر، والمسرحية تبدو كلعبة الظلال والمرايا.. فمن ينظر للصراع في الملعب السوري سيرى الأسد وكأنه ‘الشيطان’ الذي يقتل شعبه، والمعارضة هي ‘جند الله’ الذين يستشهدون دفاعا عن الخير وحق الشعب في العيش بحرية وكرامة.. أليست هذه هي الصورة التي يركز عليها الإعلام في الغرب؟.. لكنك إذا نظرت للصراع من خلال مرآة، فستكتشف الظلال الخفية المحركة للأزمة السورية برمتها.. وستظهر لك الحقائق معكوسة.. اليمين يسار واليسار يمين.. والأمور ليست كما تبدو ويصورها الإعلام المدفوع الأجر، بل هي حرب دولية بالوكالة تخوضها أطراف عدة في الملعب السوري لأهداف لا علاقة لها بالحرية والكرامة بل بالمصالح الجيوستراتيجية”. قال: “هذا واضح، لكن.. هل تعتقد أن الأسد سينتصر على الإرهاب؟”. قلت: “لا أعلم.. التاريخ يقول أنه لا يمكن الانتصار على الأشباح.. بدليل ما حدث في أفغانستان زمن الإحتلال السوفييتي والأمريكي وما حصل في العراق ولا يزال”. ابتسم.. دفع ثمن القهوة.. وقبل أن ينصرف، نصحني أن أسلط الضوء على الظلال لرؤية الأجسام الشفافة التي تصارع الأشباح في الظلام.


كيف انتصرت سورية فيما فشلت فيه أمريكا؟

باستثناء “فنجان القهوة” كل الحديث المذكور أعلاه، يدخل في باب الرموز والألغاز.. لكنه يلخص الحالة السورية من وجهة نظر معرفية غير متداولة في الإعلام.. كيف؟

 بغض النظر عن من يمثل الشر ويحارب من أجل الشيطان، ومن يمثل الخير ويحارب من أجل الإله الصالح في سورية، هناك معطيات غائبة لا يتداولها الإعلام ولا يتناولها المحللون والكتاب، ذلك أن جلهم يكتفي بالبناء على المعلومة الإخبارية المتوفرة ليقدم خلاصته من وجهة نظر يغلب عليها الطابع الذاتي.. هذا معلوم ومفهوم، لكن مثل هذا المقترب لا ينتج معرفة عقلانية تفيد القارىء.. صحيح أن المعلومة تعتبر اليوم سلاحا حاسما سواء في السياسة أو الإدارة أو الإستراتيجيا العسكرية، ومن يملك المعلومة الصحيحة يستطيع أن يتخذ قرارا سليما يؤدي إلى نتائج إيجابية على الأرض، والعكس صحيح أيضا.. لكن ما العمل حين نكون أمام كم هائل من المعلومات ليس بينها معلومة واحدة توفر جوابا مفيدا حول حقيقة حرب الأشباح الدائرة اليوم في سورية؟..

وحتى لا نخلص إلى نتائج مجانبة للصواب، علينا أن ننطلق من مقدمات صحيحة، وفي الحالة السورية، المقدمة الوحيدة التي تفرض نفسها على المحلل العقلاني اليوم تتمثل في السؤال التالي: – كيف استطاع الأسد في غضون أسابيع قليلة لا تتجاوز عدد أصابع الكف الانتصار على الإرهاب.. فيما فشلت أمريكا في ذلك خلال أزيد من عقد من الزمن في افغانستان والعراق، برغم عديد جنودها وامكاناتها العسكرية والتكنولوجية والمخابراتية والمالية الهائلة وبرغم مساندة الحلفائها؟…

مفاتيح للفهم..

بالعودة إلى تصريحات الرئيس بشار الأسد، سواء تلك التي أدلى بها خلال تعيينه للحكومة السورية الجديدة بتاريخ 27/06/2012، أو تلك التي أدلى بها بمنسبة اجتماعه مع الوفد الأردني الذي زار دمشق بتاريخ 11/02/2013، أو تلك التي أدلى بها لصحيفة ‘الصنداي تايمز’ البريطانية بتاريخ 04/03/2013، نجدها جميعها تختزل الوضع في سورية في العبارة التالية: ” لن نتراجع عن ثوابتنا رغم «الضغوط والمؤامرات» وسوريا في حالة حرب حقيقية وستنتصر فيها”. والملفت أنه ركز في تصريحه لصحيفة ‘الصانداي تايمز’ بشكل خاص، على القول: “إن سورية على مفترق، وإن اللعب على هذا المفترق سيتسبب بتداعيات في عموم الشرق الاوسط”. هذه رؤية استراتيجية واضحة للصراع، تشمل سورية والمنطقة برمتها.

غير أن تصريحات الأسد لم تفهم كذلك، بل استهجنها الإعلام الغربي والخليجي وسخر منها، وذهب وزير الخارجية البريطاني ‘وليام هيغ’ في تعليقه على تصريح الأسد لصحيفة ‘الصنداي تايمز’ حد القول أن “الأسد يروج للأوهام”، معلقا بالعبارة التالية: ” أعتقد أن هذه المقابلة ستكون الأكثر بيعا للوهم من كل المقابلات التي أجراها رئيس دولة في هذا العصر”. وواضح أن الغرب كانت لديه قناعة، بل أستطيع القول “يقين”، بأن نظام بشار الأسد ذاهب إلى زوال ولو بعد حين.

حسنا، لنترك الأحكام القيمية على تصريحات بشار الأسد جانبا، ونبحث عن مصداق لكلامه في جهة ثانية.. بتاريخ 16/12/2012 قال السيد حسن نصر الله في خطاب له بمناسبة حفل التخريج الجامعي السنوي 26 ما مفاده: “إن المعارضة السورية لا يمكن أن تخرج منتصرة من الصراع المستمر منذ 21 شهراً، ومن يظن العكس فهو مخطىء”. ولنصر الله مجموعة تصريحات جائت في ثنايا خطابات عديدة ومناسبات مختلفة يمكن تلخيص أهمها في المقولات التالية: “سورية ستنتصر على الإرهاب التكفيري” و “من يعتقد أن بشار الأسد سيسقط فهو واهم.. واهم.. واهم حتى ينقطع النفس”. وفي إحدى خطبه نصح القاعدة بعدم السقوط في الكمين السوري الذي يتم استدراجها إليه من حيث لا تدري. هذه رؤية ثانية واضحة وضوح الشمس وتدعم رؤية الأسد لمآل الصراع في سورية، مع بعض التفصيل المختصر والمفيد الذي يوشي بأن هناك استراتيجية فعالة سيتم تنفيذها في الوقت المناسب لقلب الطاولة على المراهنين على الوهم.

أما إيران، فقد التزمت الصمت حيال ما يجري في سورية باستثناء بعض التصريحات العابرة التي تفيد أن “أمن سورية من أمن إيران” وأن “إيران لن تتخلى عن حليفتها سورية باعتبارها تمثل محور المقاومة في المنطقة”… هذه رسائل عامة لمن يهمه الأمر. وواضح أن إيران كانت تعمل في الخفاء وتفضل الديبلوماسية السرية على التصريحات العلنية. فقد بلغ بها الأمر حد تهديد تركيا بضربها عسكريا عند بداية الحديث عن إنشاء منطقة عازلة في الشمال السوري قبل أشهر، حيث قال الموفد الإيراني للمسؤولين الأتراك وفق ما سربته جهات تركية للصحافة في حينه: “مقابل كل جندي تركي تطأ قدماه أرض سورية سيدخل 10 جنود ايرانيين إلى تركا”.. وصلت الرسالة فتعقلت تركيا وتراجعت عن حلمها المجنون.

لكن اللافت بل والمثير للإهتمام، هو تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة 12/04/2013، والذي حمل من خلاله الدول الغربية والعربية مسؤولية الدم الذي يراق في سورية، حيث قال: “إن الإرهابيين في سورية سوف ينتهون قريبا”، موضحا كلامه لمن لا يفهمون لغة الإشارة من خلال قوله بصريح العبارة: “إن الأوضاع الميدانية في سورية تتجه بحيث سيرى العالم قريبا هزيمة القوى الخارجية والإرهابيين في هذا البلد المهم في محور المقاومة”. مضيفا من باب وذكر فإن الذكرى تنفع…: “إن طهران تقف بقوة إلى جانب محور المقاومة”. هذا إخبار يفيد المرحلة المتقدمة التي حققتها استراتيجية محور المقاومة على الأرض، ويبشر بنهاية حتمية للإرهاب، ونتائج وخيمة للمراهنين عليه لحسم الصراع في سورية. كما أنه كلام كبير وخطير، وسنتطرق لترجمته بعد قليل، لتوضيح كيف تم تصريفه عمليا في الملعب السوري.

التصريحات التي أوردناها أعلاه هي كلام سياسي ثقيل يحمل في ظاهره معاني عامة قد لا يفهمها الكثير من الناس، بمن فيهم المسؤولين الغربيين كـ’وليام هيغ’، بالإضافة لبعض العرب كـ’بندر بن سلطان’ وأمير مشيخة قطر ووزير خارجيته وغيرهم كثير.. لكن في طيات هذا الكلام رسائل مشفرة وصلت لأصحابها وفهموا جيدا فحواها، ونقصد بذلك الإدارة الأمريكية. بدليل ما قاله مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية الجمعة 12/04/2013 حول ايران جاء فيه: إن “ايران تلعب دورا خبيثا في سورية”.

وخلاصة ما نريد أن نصل إليه هو: إذا كان تصريح الأسد يمكن تصنيفه في إطار الحرب النفسية كما يعتقد الغرب وأدواته، فإن تصريح السيد حسن نصر الله لا يمكن أن يعتبر كذلك، بدليل أن هذا الرجل لم يعۆد أعدائه على التصريحات المتناقضة والجوفاء، وأثبت للعالم كله صدق كلامه وقوة فراسته وأنه رجل استراتيجي من العيار النادر، الأمر الذي أكسبه من المصداقية ما جعل أعدائه يصدقونه قبل أصدقائه.. وهذا لعمري كرامة وعزة من عند الله تعالى يهبها لأوليائه المخلصين فقط. وبالتالي، فمن يصدق السيد حسن نصر الله لا يمكن أن يكذب الأسد ولا علي خامنائي أو أحمدي نجاد أو غيرهم من المسؤولين في محور المقاومة… لأن الأمر يتعلق بتحالف مؤمن بربه وقضياه العادلة، قوي برجاله وعتاده ومعرفته، منسجم مع نفسه، ملتزم بالدفاع عن وجوده وقضايا أمته وعلى رأسها فلسطين المغتصبة.. محور يمتلك رؤية للصراع، له استراتيجية واضحة المعالم، وخطط عملية سرية لا يعلمها إلا الله.
أطراف الصراع و أهدافه و أدواته

لقد أصبح واضحا اليوم للجميع، أن من يدير اللعبة برمتها في الملعب السوري هي الإدارة الأمريكية بمساعدة أدواتها الإقليمية سواء من أوروبا كفرنسا وبريطانيا أو من منطقة الشرق الأوسط كالسعودية وقطر وتركية والأردن من بين دول أخرى لها أدوار محدودة تكاد لا ترى إلا عند التركيز على الصورة الكاملة. وفي الجهة المقابلة، هناك سورية وحلفائها الإقليميين كإيران وحزب الله، والدوليين كروسيا والصين.

أما الهدف المعلن فيتمثل في إسقاط نظام الأسد بأي ثمن حتى لو أدى الأمر ليس إلى تدمير سورية الدولة والكيان فقط، بل وانفجار المنطقة برمتها.. ونحن لا نبالغ إذا عرفنا طبيعة الصراع الدولي القائم اليوم في سورية بين أمريكا وحلفائها من جهة وروسيا والصين وحلفائها من جهة أخرى، لجهة إنهاء الهينة الأمريكية الأحادية الجانب على العالم، والاتفاق على قواعد جيوستراتيجية جديدة تعترف بتعدد القطبية وإعادة تقسيم النفوذ بين القوى المتصارعة.. وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية حتى لو وصلت الأمور حافة الهاوية، وتتعامل باستعلاء وفجور سياسي اتجاه تحذيرات بوتن المتكررة والتي ذهب في إحداها حد التهديد بحرب نووية إقليمية.. ولعمري أن ما يحدث في كوريا اليوم هو تجسيد عملي لهذا التهديد. من هنا نفهم سبب فشل خيار التسوية السياسية للأزمة في سورية حتى الآن، ومن هنا مصدر الخوف بتفاقم الصراع وامتداده إلى كامل جغرافية الشرق الأوسط وربما آسيا كذلك.. الأكيد أن الخطط العسكرية قد تم تحديثها ووضعها على الطاولة في كلا المعسكرين، وساعة الإنفجار قد تكون خلال أسابيع قليلة.. إن لم يتم الإتفاق على مخرج جديد ومرضي لكل الأطراف.

كما أصبح من باب تحصيل حاصل اليوم، القول بأن المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية والسعودية والقطرية والأردنية… هي من كانت تدير لعبة القتل والتدمير الممنهج في سورية من خلال تدريبها، بمساعدة شركة “بلاك ووتر”، للإرهابيين في الأردن وتركية، بالإظافة لنشاطات التسليح وتسهيل دخول المقاتلين إلى الملعب السوري عبر الحدود التركية والأردنية واللبنانية.. كما أن السعودية وقطر هما من كانا يدفعان فواتير تسليح الإرهابيين، فيما تقوم جماعات سلفية مرتبطة بالمخابرات الأمريكية في آسيا وجماعات متطرفة تابعة لحكومات الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن ومصر بالإضافة لدول خليجية وجماعات دعوية أوروبية بتوريد “المقاتلين” مقابل مبالغ مالية لـ “الجهاد” في سورية.. هذا أمر أصبح واضحا وموثقا في تقارير العديد من مراكز الدراسات و وسائل الإعلام الغربية قبل العربية.. لكن هذه الاستراتيجية فشلت وذهبت حوالي 120 مليار دولار سدى وتحولت أطنان من الأسلحة المصادرة إلى مغانم في مخازن الجيش العربي السوري..


كما تبين بالدليل القاطع، استنادا الى تقارير حصلت عليها صحيفة “المنار” المقدسية هذا الأسبوع من مصادر خاصة، وستنشر قريبا مقتطفات منها، أن جهاز الاستخبارات السعودية الذي يتحكم بقيادته بندر بن سلطان هو الذي يمول ويدعم ويوجه العصابة الارهابية الاجرامية المسماة بـ “جبهة النصرة” التي ترتكب جرائم بشعة ضد أبناء الشعب السوري من خلال ما تمارسه من قتل وتنكيل وتفجيرات. وتفيد ذات التقارير أن عديد الإرهابيين الذين ينتمون لهذه الجبهة كانوا معتقلين في السجون السعودية، وتم الافراج عنهم وارسالهم الى الأراضي السورية عبر تركيا والأردن ولبنان لسفك دماء السوريين خدمة لمصالح المتآمرين على الشعب السوري ودولته. وجاء في هذه التقارير كذلك، أن ضباطا من الاستخبارات السعودية يتواصلون مع هذه العصابة الارهابية عبر غرف عمليات خاصة مقامة على أراضي دول مجاورة لسوريا، حيث توفر الامدادات العسكرية والمالية لأفراد هذه المجموعات الاجرامية. وتضيف نفس التقارير أن الأهداف التي تسعى لتحقيقها العمليات التفجيرية الارهابية تتم بتوجيه من ضباط الاستخبارات السعودية المشرفين على متابعة جرائم جبهة النصرة الارهابية. وتذكر التقارير كذلك أن هناك مستشارين اسرائيليين وأمريكيين لقيادة الجهاز الاستخباري الذي يرأسه بندر بن سلطان في السعودية والذي تربطه علاقات عضوية مع الدوائر الأمنية والاستخبارية في واشنطن وتل أبيب. وبهذه الطريقة الغبية تقود المخابرات الأمريكية عمليات ‘القاعدة’ في سورية حتى لا تظهر في الصورة فيفتضح أمرها.

أما المقاتلين باختلاف أسمائهم وتشكيلاتهم وتلاوينهم والذين قدر عددهم منذ بداية الحرب بأزيد من 120.000، فقد رحل معظمهم إلى عالم السكون وهرب من هرب واستسلم من استسلم.. ولم يبقى إلا القليل.. وحتى “جبهة النصرة” التي لا زالت تسيطر على بعض الجيوب في الشمال والشمال الشرقي من سورية يأست من السعودية وبلغ بها الإفلاس، أمام هول الضربات، حد الإستنجاد بأيمن الظواهري، وهو ما يفسر مسارعتها لمبايعته عسى أن يمدها بالسلاح ومال المخدرات الحرام وجحافل المقاتلين المضللين بوهم الجهاد من أجل إقامة دولة الخلافة، ليرفعوا من معنوياتها المنهارة ويعيدون لها بعض من أسطورة أمجاد ‘القاعدة’ في أفغانستان والعراق. وهو ما يعني التركيز على الانتحاريين والسيارات المفخخة في المرحلة المقبلة بعد أن فقدوا السيطرة على الأرض وبدأت إماراتهم الظلامية تتساقط الواحدة تلو الأخرى… لكن الجيش العراقي مشط هذا الأسبوع منطقة الحدود مع سورية ووضع نقط رقابة قارة ومتنقلة في خطوة استباقية لإفشال هذا المخطط.
حصاد الوهم

مشروع إسقاط الرئيس بشار الأسد وصل مرحلة الإفلاس، ولا أمل يرجى لإحداث تغيير على الأرض.. المعارضة السياسية لا تمتلك مشروعا سياسيا ولا تمثيلا شرعيا ولا تدير خيوط اللعبة على الأرض.. فتحولت بالتالي إلى واجهة لبيع الوهم في صالونات الفنادق وغرف الإجتماعات بعواصم التآمر الفاشل على سورية. في تركيا صمت.. وفي إسرائيل خوف.. وفي العواصم العربية فزع.. وفي واشنطن قلق وارتباك… الكل مصدوم والجميع يتسائل: ما الذي حدث على الأرض؟…

ونحن بدورنا نتساءل : ما الذي حصل بالضبط؟.. وكيف استطاع جيش نظامي الانتصار على الإرهاب؟.. علما بأن حرب مطاردة الأشباح لا يمكن أن تكسبها أية قوة نظامية في هذا العالم مهما بلغ جبروتها، بما في ذلك الجيش السوفياتي السابق والأمريكي في أفغانستان ثم في العراق.. ففي الحروب الثلاثة كانت الهزيمة هي المحصلة النهائية.

المعلومات التي يتداولها الإعلام منذ ثلاث أسابيع أو أزيد قليلا حول سير المعارك في سورية، تؤشر إلى أن أمرا خارقا وغير عادي حدث ولا زال يحدث على الأرض.. لقد انتقلت الإستراتيجية العسكرية لدى النظام السوري من الدفاع وتحصين دمشق وبعض المواقع العسكرية الحساسة إلى الهجوم السريع، المكثف، والواسع في كل المناطق السورية من درعا وريفها إلى الغوطة الشرقية والغربية وريف دمشق وحلب وداريا وادلب وحمص وصولا إلى الحدود اللبنانية ومحاصرة فلول الارهابيين على بعد 35 كيلومترا من الحدود التركية في الشمال.. انقلبت الصورة رئسا على عقب ولم نعد نسمع عن تقدم “المقاتلين” ولا نزوح اللاجئين ولا انشقاق العسكر… هناك فقط هرولة وهروب لمن استطاع لذلك سبيلا، واستغاتة من قبل المحاصرين اليائسين.. منهم من سلم سلاحه واستسلم ومنهم من رحل إلى حيث لن يعود..

بيانات ما يسمى بالمعارضة أصبحت تتحدث فقط عن جحافل القتلى الذين يسقطون يوميا ويصفونهم بـ”المدنيين”… مخازن السلاح التي وردها حلف “الشيطان” للإرهابيين تم الاستيلاء عليها من قبل الجيش العربي السوري، لم يعد تجار الدم وسماسرة السلاح يجدون منفذا يلجأون من خلاله إلى التراب السوري.. والفضائيات تظهر في كل مرة مجموعات من الجيش العربي السوري تدخل الأحياء والأماكن التي كان يتحصن فيها الإرهابيون، فتنظفها ليعود السكان إليها آمنين.. هذا يعني أن سورية انتصرت أو على بعد أسابيع قليلة لحسم المعركة على الأرض.. لتتحقق توقعات الأسد وحزب الله وايران.
سر الإنتصار

آن الأوان لنقول ما لا يقال ونكشف عن اللغز الخفي ونبوح بسر الأسرار الذي يكمن وراء ما حصل.. إنه باختصار شديد: صراع بين “الخير” و “الشر”.. بين “جند السماء” و “شياطين الأرض”.. بين “كائنات شفافة” من نور و “أشباح” يتحركون في الظلام… وما ضربت إذ ضربت ولكن الله ضرب، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.. لذلك لا أحد يستطيع تصوير ما يجري لتوثيقه.. هناك فقط “ملائكة” تمر فتقبض أرواح أشباح الظلام، ثم يدخل الجيش العربي السوري لينظف المكان ويعلن المنطقة آمنة أمام كامرات الإعلام… هل تذكرون 7 أيار في لبنان؟.. ألم يكن الجيش اللبناني هو من يقتحم المكان ويستلم المقاتلين والسلاح من دون أن يطلق رصاصة واحدة؟… لكن الفرق في سورية أن لا وجود موثق لملائكة حزب الله وايران.. لأن أحدا لا يستطيع أن يرى الأرواح الشفافة لا في النور ولا في الظلام.. هناك فقط جثت جند الشيطان منتشرة كالفطر في كل مكان.. والجيش العربي السوري يحقق انتصارا بعد انتصار.. لم يعد ما هو حلال على محور الشر حرام على محور المقاومة.. وقديما قال الشاعر: وداوني بالتي كانت هي الداء.
ارهاصات النصر

سورية تصنع اليوم ملحمة جديدة سيكتبها التاريخ بمداد الفخر ويدرسها الطلبة في الجامعات لعقود قادمة.. الإبراهيمي قرر الإستقالة الخميس المقبل، وحتى لا يلعنه التاريخ كتب في تقريره عبارة تقول: “جامعة مشيخات الأعراب هي من تتحمل مسؤولية فشل الحل السياسي في سورية”.. فافهم يا أمم متحدة.. واشهد يا عالم.. وموتوا بغيضكم يا عربان.

أوباما طلب لقاء عاجلا مع دميته المسماة ‘بان كي مون’ أو بالأحرى “ﭘوكيمون” ليقول له أمام الصحافة: “الوضع في سورية وصل مرحلة حاسمة”.. ومعنى المعنى أن الأمم المتحدة هي من عليها تجرع مرارة الهزيمة لا أمريكا، لأن روسيا والصين اعترضتا على التدخل العسكري في الشام.. وكأن أمريكا وحلفائها كانوا بحاجة لقرار أممي من حرصهم على الشرعية والتزامهم بالقانون الدولي.. هل نصدق؟..

المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أشار الجمعة 12/04/2013، إلى أن الرئيس أوباما “سيستقبل نظراءه من الإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن وتركيا في واشنطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة لمناقشة مجموعة متنوعة من المواضيع؛ من بينها سوريا بالتأكيد”. مراقبون في واشنطن يعتقدون أن أوباما يرفض الإستسلام ويفضل الهروب إلى الأمام عبر تحضير تحالف عربي تركي اسرائيلي واسع، قد تنظم إليه مصر، لحسم الوضع في سورية وربما ايران… لا تأكيد حتى الآن.

الكونجريس الأمريكي استدعى السفير فورد على عجل ليطلع منه على حقيقة الأوضاع في سورية.. سأله أحد الأعضاء: “لقد كنت سفيرا في سورية والإدارة الأمريكية اعتمدت على التقارير التي كنت تبعث بها.. فما تفسيرك لما آل إليه الوضع هناك؟.. قال لهم: “أنا خبير اقتصادي ولست خبيرا عسكريا”.. رد عليه عضو الكونجريس: “إذا كنت خبيرا إقتصاديا ألم يكن أجدى بك أن تعمل محللا إقتصاديا في واشنطن بدل أن تشتغل سفيرا في سورية؟”.. هذه مهزلة.. هذا ما أوردته صحيفة الإندبندت أمس الجمعة 12/04/2013. ووفق ما تناقلته صحف أمريكية عدة، قال فورد للكونجرس عند سؤاله عن إمكانية تخلي بشار الأسد وحكومته عن السلطة في حال تهديده بالتدخل العسكري: “إن من يخشى من الموت سيقاتل حتى الموت”، وبالتالي لن يستسلم.. وفي بداية الحرب عندما طلبوا من الأسد التخلي عن السلطة مقابل اللجوء الآمن لإحدى الدول قال: “أنا سوري.. ولدت في سورية وسأموت في سورية”.. فهل كان هذا انتحار؟…

صحف أمريكية قالت قبل بداية هذا الأسبوع: أن “مسؤولين بالكنجرس اكتشفوا أن المعلومات التي كانت تبعث بها الحكومة التركية إلى الإدارة الأمريكية حول الوضع في سورية كانت مضللة، ولم تكن تعكس حقيقة ما يجري داخل المؤسسة العسكرية السورية”.. هذه فضيحة تؤكد أن واشنطة لا تشتغل وفق قاعدة “المعلومة الصحيحة أساس القرار السليم”.. بل تتعامل باستخفاف مع ما يصلها من معلومات وترتجل القرارات دون دراسة عقلانية عميقة ومتأنية.

عاد الحديث في واشنطن مجددا عن تدخل عسكري لحسم الأمور في سورية، وتذكر الصحف الأمريكية الصادرة الجمعة 12/04/2013، أن مجموعة من أعضاء الكونغريس (جمهوريين وديمقراطيين) ممثلين لمصالح الصناعة العسكرية الأمريكية يضغطون بقوة من أجل اتخاذ قرار يقضى بإعلان الحرب على سورية. تشاك هاغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، سيمثلون قريبا أما الكنجرس لإدلاء بإفاداتهم حول احتمالات إعلان الحرب على سورية، علما أن البانتاغون قام مؤخرا بتحديث خططه العسكرية… لا أحد يعلم الموقف الذي قد يتخده أوباما.. مراقبون يرون أن ضغوط الكونغرس في ولاية أوباما الثانية لا تعني أنه سينصاع لرغبة تجار السلاح.. لكنه حسما لن يقبل بالهزيمة في سورية.. من سيساعد أوباما إذن لينقذ ما تبقى من ماء وجهه؟.. ابحثوا عن اسرائيل التي ورطته.

مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طلب عدم كشف اسمه علق قائلاً: “إن الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة”، ولكنه شدد على انها لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق للرئاسة الأمريكية أن درستها، مضيفاً: “نقول منذ فترة طويلة إننا ندرس كل الخيارات الممكنة من أجل إنهاء العنف وتسريع الانتقال السياسي في سورية”.. هذا وهم وليس بحلم قابل للتحقيق.

وبحسب المصادر، فإن بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ “كروز” لضرب القدرات الجوية السورية، وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية (؟؟؟)، وصولاً إلى إقامة منطقة عازلة داخل سورية.. لكنها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق.

ديميس روس و روبرت فورد قالا لكونجريس ووسائل الإعلام الجمعة 12/04/2013، أن هناك إمكانية لخلق منطقة عازلة بعرض 50 ميل على طول الحدود السورية التركية.. وأنه ليس من الضروري أن تتدخل أمريكا بجيشها على الأرض في سورية، بل يمكنها الإعتماد على استراتيجية إطلاق صواريخ كروز من بوارجها بالبحر الأبيض المتوسط، لتدمير القدرة الصاروخية السورية والطيران الحربي.. السفير فورد (الإقتصادي الذي يتكلم في الإستراتيجيا العسكرية) أوضح للكونجرس أن الهدف هو حماية تركية والأردن وإسرائيل، ونسي أن يذكر السعودية وقطر. غير أن مراقبين يعتقدون أن مثل هذا الخيار سيفجر المنطقة بأسرها وسيعطي المبرر لسورية وإيران وحزب الله لضرب إسرائيل والقواعد الأمريكية في السعودية وقطر وتركيا ومنصات الباتريوت أينما وجدت في المنطقة.

هذه وقائع وأحداث تؤكد ما ذهبنا إليه من أن سورية وحلفائها انتصروا على الإرهاب وغيروا موازين القوة لغير صالح تحالف قوى الشر الغربية والعربية.. كما أنها تؤشر إلى سقوط الحل السياسي واتجاه الإدارة الأمريكية بضغط من لوبيات السلاح والكونجرس إلى اتخاذ قرار بخلق منطقة عازلة في الشمال السوري وضرب القدرات الصاروخية والطيران الحربي والمطارات السورية بصواريخ كروز من البوارج البحرية.. وهو قرار قد تدفع غاليا ثمنه أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة.. الصورة لم تتضح بعد بالقدر الكافي وعلينا انتظار السبوع القادم لمعرفة اتجاهات الرياح وبوصلة القرار.. لكن ما يمكن أن نقوله في هذه المرحلة، هو أن أوباما سبق وأن اتخذ الأسبوع الماضي قرارا بتغيير الإستراتيجية وتحويلها إلى شرقي آسيا لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية، وهي التهديدات التي يقول المحللون العسكريون أنها جدية وقد تفاجأ كوريا الديموقراطية جارتها الجنوبية واليابان والقوات الأمريكية بحرب تستعمل فيها الأسلحة غير النووية، حتى لا تجر الصين وروسيا إلى أتون المعارك.. فتتورط الإدارة الأمريكية حتى أدنيها في مستنقع حرب قاتلة تنهي غطرستها وتمرغ كرامتها في التراب..

بانوراما الشرق الاوسط

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!